عثر علماء الكواكب في صور سطح كوكب الزهرة على آثار لتشوهات غير عادية لقشرته، وهي تشير إلى احتمال وجود عمليات تكتونية في جوف الكوكب، كما نُشر مقال يصف هذا الاكتشاف في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية.
 
ووفقا لما ذكره موقع "RT"، قال أحد مؤلفي البحث العلمي الأستاذ المساعد في جامعة كارولينا الشمالية بول بيرن:"اكتشفنا على سطح كوكب الزهرة نوعا غير معروف سابقا من التشوهات التكتونية، والتي نتجت عن عمليات معينة تجري في قشرة الكوكب على غرار ما يحدث على الأرض، ولم نجد قبل ذلك آثارا لوجود تدفق للمادة داخل قشرة الكوكب".
 
يذكر أن الزهرة نشأت في ظروف تشبه تقريبا ظروف الأرض، ومع ذلك، فإنها  تختلف بشكل جذري عن كوكبنا في المظهر والبنية، لا يوجد هناك أي ماء عمليا، ويتكون غلافها الجوي فائق الكثافة من ثاني أكسيد الكربون وحمض الكبريتيك، ويتم تسخينه إلى 462 درجة مئوية، وسطحه المستوي تقريبا مغطى بآثار الثوران البركاني الحديث نسبيا.
 
وتُظهر النماذج الحاسوبية لمناخ كوكب الزهرة أنه كان يجب أن يكون في الماضي البعيد مشابها للأرض، وكان ينبغي أن تكون فيه كميات من الماء، وكان يجب أن يكون مناخ الكوكب أكثر اعتدالا.
 
ويفترض العديد من العلماء أن كل التغيرات التي شهدها كوكب الزهرة حدثت بسبب غياب العمليات التكتونية التي تلعب دورا هاما في دورة ثاني أكسيد الكربون على كوكبنا.
 
فيما أكد، بول بيرن وزملاؤه من أن عمليات تكتونية يمكن أن تستمر على سطح الزهرة إلى حد الآن، وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل الصور التي أرسلتها الرادارات التابعة لمسبار "ماجلان" الأمريكي الذي درس الكوكب بين مايو عام 1989 وأكتوبر عام 1994 .
 
ودرس علماء الكواكب استنادا إلى تلك الصور مظهر سفوح بعض البراكين الكبرى التي ثارت في الماضي غير البعيد، واكتشف، بيرن وفريقه هياكل غير عادية تشبه أكوام الحطام الجليدية التي تظهر بشكل دوري على سطح بحيرات أو بحار الأرض نتيجة ضغط الغطاء الجليدي، ونشأت هذه الهياكل في الزهرة نتيجة تشوه تدفقات الحمم البركانية المتصلبة.
 
وفاجأ هذا الاكتشاف العلماء كثيرا، فقد يشير ذلك إلى أن قشرة كوكب الزهرة التي يزعم أنها غير متحركة انضغطت وتمددت في الماضي غير البعيد، أما رواسب الحمم البركانية المتشابهة فلوحظت في مناطق مختلفة من الكوكب، ما يشير إلى الطبيعة الشاملة للعمليات التي تسببت في تشويه الحمم البركانية.
 
وتدل الحسابات التي عملها العلماء على أن مصدر تلك التشوهات يكمن في بعض أشكال العمليات التكتونية المرتبطة بتشكل تدفق المادة الساخنة في قشرة الزهرة، ومن غير المعلوم ما هي المواد التي تشارك فيها، إلا أن العلماء يأملون بأن تساعد البعثات الفضائية التي سترسلها ناسا و"روس كوسموس" الروسية والوكالة الفضائية الأوروبية إلى الزهرة  في حل هذا اللغز.