سحر الجعارة
أحدثت «ندى عادل»، طليقة المطرب الشاب «تميم يونس» صدمة كهربائية لمجتمع لا يتحدّث عن الجنس إلا همساً، مجتمع يخجل فيه الرجال من كتابة اسم الأم فى الرقم القومى أو ذكره، وينادى زوجته بـ«الجماعة».. لكنه المجتمع نفسه الذى تمتلئ فيه صفحات الحوادث والجريمة بالتحرّش الجنسى، «بالنساء والرجال وكان تميم نفسه أحد الضحايا»، كما تمتلئ بضبط عصابات المخدرات وتهريب الفياجرا إلى البلاد وأفلام البورنو!!
المجتمع المتدين بالفطرة، الملتزم بالتناسل مع الزوجة، قسمته «ندى» إلى قسمين باعترافاتها: قسم يرى أن ما يحدث داخل غرف النوم «أسرار» لا تخرج منها.. والقسم الآخر اعتبر أن الفرصة سانحة للمطالبة بقانون يحمى الزوجات من «الاغتصاب الزوجى».. بالمناسبة كل ما كُتب عن إذن كتابى بمعاشرة الزوجة هو محض سخرية سخيفة من البعض.. لماذا؟.. لأنه ليس هناك نية لإصدار قانون يجرّمه، ربما لأن إثبات الجريمة شبه مستحيل، والقانون عندنا لا يقبل بشكوى الزوجة أو إقرارها.. وإذا ذهبت إلى القسم بآثار ضرب يسجّل محضر ضرب؟.
بعكس الغرب الذى يحمى المرأة حتى من العنف اللفظى، ورغم ذلك فإن الأمم المتحدة، التى تتصدى للعنف ضد النساء، أكدت أن الاغتصاب الزوجى يتسبّب فى ضرر جسدى وجنسى ونفسى، ويشمل الاعتداء الجسدى، والعلاقات الجنسية القسرية، والإيذاء النفسى، وسلوكيات السيطرة. وقد أشارت إحصائية صادرة عن المنظمة إلى أنه فى المتوسط تتعرّض 30% من السيدات للعنف الجنسى على يد شركائهن، مما تترتب عليه آثار «مميتة»، وفق المنظمة، تؤدى إلى القتل والانتحار.
وأوضحت المنظمة أن العنف الممارَس من قِبل الشريك يؤدى إلى إصابة النساء بآلام فى الظهر والبطن والجهاز الهضمى، ومشكلات الجهاز التناسلى والصداع ونزيف الرحم، وأشارت إلى أن العنف الجنسى خلال الحمل يزيد احتمالات الإجهاض التلقائى.. كما يصيب العنف الجنسى المرأة بالاكتئاب والإجهاد والقلق فى ما يخص الجانب النفسى، مشيرة إلى أن أنواع الاغتصاب الزوجى، تنقسم إلى 3 أنواع، هى: الاغتصاب «فقط قوة»، أو الاغتصاب «بالإكراه».. أو الاغتصاب السادى: وهذا قد يصيب الزوجة فى أعضائها التناسلية أو الثدى، سواء بآلة حادة كالسكين، أو ممارسة الجنس بشكل غير شرعى ومهين.
فى الفيديو الذى نشرته «ندى» على «إنستجرام» كانت تبكى، مُعلنة أن متابعيها طلبوا منها الحديث عن الاغتصاب الزوجى، وأن الأمر ليس هيّناً بالنسبة لها على الإطلاق، لأنه تجربة شخصية قاسية، كانت تحاول تجنبها.
وقالت إنها تعرضت بشكل شخصى للاغتصاب الزوجى، وإنها تشعر بالضيق والغضب، لعدم وجود قانون فى مصر لحماية الزوجة، كما أن هناك بعض الشيوخ يدافعون عن الاغتصاب الزوجى. وأضافت: (فضلت عام كامل مش قادرة أواجهه، ولما واجهته اعتذر لى، وطلب منى أضربه علشان أكون أحسن).
حطمت «ندى» جدران تلك الغرفة التى قد يتحول فيها الرجل إلى «وحش مسعور» أمام امرأة ضعيفة منكسرة «تحت سيطرته» بالشرع والقانون والعرف.. وحش يؤرقه هرمون «التستوستيرون»، ويعميه عن التفكير ولو للحظة إن كانت زوجته مهيأة لاستقباله أم لا.. أو كانت فى حالة إثارة جنسية، أو مكتئبة أو حتى حامل!.
قد يهجم عليها كالثور، حتى تخرج من بين يديه بجروح وسحجات.. ليصبح الجنس «عقوبة»!.
الذكر يعتقد أن الزوجة «ملكية خاصة»، ضربها واجب شرعى، والامتناع عن تلبية رغباته الهمجية «معصية وإثم» تُدخلها النار.. لأن العنف الجنسى فى مصر مشرعن وممنهج.
المقال القادم: هل الزواج عقد ملكية؟
نقلا عن الوطن