الأقباط متحدون | أبي... ذاك الفلاح القبطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٣٦ | الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٢ | ١٣ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أبي... ذاك الفلاح القبطي

الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٢ - ٢٥: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- مجدي محروس أبودخانة
الفلاح المصري(=القبطي) احتفظ بوعيه صافيا حقيقيا بعيدا عن الزيف والكذب الذي أصبح يشكل وعي الكثيرين من الأقباط(=المصريين) اليوم ..
وانحدار الوعي او بالأحرى غياب الوعي  هذه الأيام امر عجيب ويدعو الى الدهشة
هل السبب هو الإعلام ام التعليم ام رجال الدين ام كل هذه الأسباب مجتمعة؟؟

دعونا نتأمل ذاك الفلاح القبطي وكيف نشأ وعاش منذ فجر التاريخ وقد ارتبط بالارض وبزراعتها وكيف تأثر سلوكه بها فعلى عكس العربي الذي ينتظر موسم الحصاد والاثمار ليسرق من الفلاح عرقه وتعبه نجد الفلاح وقد تعود الاجتهاد والمثابرة وتعلم من زرعه كيف يصبر حتى يجني تعبه في اخر موسم الزراعة
وتعلم ايضا مواجهة الكوراث عندما يحدث الفيضان...

كل هذا تعلمه الفلاح منذ فجر التاريخ وشكل وعيه واداركه للحياة لكن ماذا حدث للأنسان المصري الفلاح الأساس وقد تشوه وعيه واعتنق قيم التخلف الوهابية السلفية واصبح حجر الأساس في منظومة خراب مصر في العصر الحديث

ماذا حدث له.. انه التعليم وما يحدث في المدارس من تشويه للتاريخ وللحقائق العلمية لتصبح اعتداء المسلمين على البلدان المسيحية عملا خيرا رائعا وتصبح العهدة العمرية من افضل من حقوق الانسان بالرغم من الفلاح بفطرته الطبيعية يري ان الاعتداء امرا شريرا وان اذلال الناس شر من الشيطان.

ولا ننكر دور رجال الدين في زرع التخلف فيعلموه رجال الدين ان الفقر نعمة بالرغم من انهم-رجال الدين- ينعمون بالحياة المترفة وكل مظاهر الابهة والعز
لكن ذاك الفلاح بفطرته وبدون هذا التعليم المفسد يرى ان الفقر مذلة ومنبع الشرور.

وانا اكتب هذا المقال تذكرت والدي الراحل ذاك الفلاح القبطي البسيط الذي لا يعرف "الالف من كوز الدرة" وهو يستمع الى احدى الاذاعات المسيحية في التسعينات بالاخص عظة لأحد القسوس الانجليين وقد أصابتني الدهشة والحيرة عندما صاح ابي بعد نهاية الحلقة قائلا "والله كلام جميل مش زي الشيخ فلان اللي يقوله يعيده كل جمعة".

وسبب صدمتي شيئان اولهما انني عرفت انه كان يستمع لعظة الشيخ المسلم في الجامع القريب منا(هناك مكبرات صوت تنشر صوت صلاة الجمعة في الشوارع) وهذا شيئا لا افعله او بالأحرى لا اعتقد به فكيف انا القبطي ان استمع لشيخ مسلم؟

الامر الثاني انه استمع لعظة قس انجيلي ولمن لا يعرف فاننا في مصر معشر القبط الارثوذكسين تم حشو دماغنا ونحن صغار فان الانجليين مهرطقين وكفار الخ
لكن بالنسبة الى والدي فقد تجاوز كل هذا لأنه لم يتعلم في مدارس وكنائس اخربت عقله وجعلته يفكر بطريقة آلية و جعلت اداركه للواقع مزيفا.

لقد عرفت انذاك ا نه ذاك الفلاح القبطي الذي احتضن في عقله ثقافة وحضارة السبعة الالاف عام ولم يتم تلويث دماغه لأنه كان يعيش معزولا في احدى القرى عن كل وسائل تزييف الوعي لدي المصريين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :