حمدي رزق
فى علم نفس السلوك البشرى، الإنكار هو اختيار شخصى لإنكار الواقع كوسيلة لتجنب الحقيقة المزعجة من الناحية النفسية.
الإنكار، تعريفًا، عملٌ غير عقلانى يحجب التحقق من تجربة أو حدث تاريخى أو ثورة بحجم (ثورة ٣٠ يونيو)، ويعيش المريض بالإنكار فى كهف نفسه المظلم، ويبلغ الإنكار مرحلة المرض العضال، وتظهر أعراضه تباعًا، وأخطرها عَرَض «المظلومية»!.
تشمل الدوافع وأسباب الإنكار: الدين، والمصالح الذاتية (الاقتصادية أو السياسية أو المالية)، وعليه يذهب المريض إلى إنكار العنف الممنهج، والتفجير، والتفخيخ، ورسم الإرهابى ضحية، وتهدف مثل هذه الحيل الدفاعية إلى حماية نفسية المريض من الحقائق والأفكار المزعجة عقليًا.. فكرة سقوط «حلم الخلافة» من أعلى جبل المقطم مثلًا.
ويُعرف الإنكار فى علم النفس بأنه نفى للوقائع والحقائق المزعجة (بيان ٣ يوليو) من خلال حيلة دفاعية لا شعورية يقوم فيها المصاب بنكران الأزمة أو الصدمة التى يمر بها، كحل الجماعة ووسمها إرهابية، ويوهم نفسه بعدم وجود مشكلة من الأساس، و«مكملين، وراجعين.. ومرسى راجع...»، وذلك للهروب من الإحساس بالذنب والألم!.
يرى المريض بالإنكار العالم الخارجى فى هذه الحالة (الخطر الحقيقى على أحلامه)، وهو ما يجسده إنكار المدمن أنه مريض (بالوهم)، ولا يطلب علاجًا، ومحاولته الدائمة إقناع نفسه والمحيطين به أنه «ممتحن» على عكس الحقيقة.
يُعتبر الإنكار النفسى أحد أوجه ميكانيزمات الكبت النفسى الذى يتولى حظر الأفكار والمواقف المؤلمة وإلقاءها فى منطقة اللاوعى حتى لا يشعر المنكر بالضغط والتوتر الناتج عن التفكير بها، وإن كان المصابون يستنزفون طاقاتهم النفسية بشكل مرهق، حتى إن البعض قد يتخذ من الخيال واقيًا له للحفاظ على هذه الحالة غير الصحية المصحوبة بخطورة بالغة تهدد الصحة العقلية للفرد، بعضهم جُنَّ فعلًا، ما يتحتم معه طلب المساعدة والعلاج، وخصوصًا مع طول الفترة (٨ سنوات)، خوفًا من ظهور الأزمة النفسية المفاجئ بمشاكل نفسية أصعب ويستوجب الجزم طبيًا بضرورة العلاج من عدمه، البعض ميؤوس منه تمامًا!.
مع طول الفترة، منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، يحتاج الإخوان إلى علاج عقلى، مرضى نفسيين، ينكرون الحقيقة، يهربون من الواقع بإنكاره، يعيشون فى كهوف مظلمة لا تزورها شمس الحقيقة.
الحيل الدفاعية التى يلجأ إليها الإخوان لحماية نفسياتهم المحطمة من الحقائق والأفكار المزعجة عقليًا بالبغبغة الإلكترونية التى يهرفون بها فى منافيهم النفسية.
٣٠ يونيو من كل عام يمر على الإخوان أسود طويلًا، لعله أسود وأطول أيام جماعة الضلال، ينكرونه، يهربون منه، ينكد عليهم، ملطمة، محزنة، يهربون بالإنكار، إنكار ثورة شعب، وهتاف «يسقط يسقط حكم المرشد» يهز عرش الخلافة فوق جبل المقطم، وفى آذانهم وقر، ثِقل وصمم عن فهم ما حدث وإلى الآن!.
المعالجون النفسيون عادة ما ينتظرون حتى يظهر المريض أنه مستعد عاطفيًا أو لديه درجة من الرؤية الواقعية تجاه مشاكله قبل مواجهتها، سينتظرون طويلا، فالإخوان ليست لديهم استعدادات عاطفية أو عقلية لرؤية الحقيقة.
نقلا عن المصرى اليوم