ماجدة موريس
بالرغم من انك تري أفلام العالم كله في هذا المهرجان، إلا ان البلد الذي يقام فيه يقوم بدور البطولة،وهى أسوان الجميلة بكل ملامحها ونيلها وجبالها ومناطقها وآثارها، وقبل كل هذا ناسها، وفي الدورة الخامسة لمهرجان اسوان الدولي لأفلام المرأة «من 24- 29 يونيو» والتي اسميت «دورة النيل»، بدا واضحا ان أهل المدينة، خاصة شبابها، قد اصبح يضع المهرجان ضمن اهتماماته من خلال امور واضحة، اولها الاقبال الشديد علي الورش التعليمية للفن بكل فروعه والتي يقيمها المهرجان قبل موعده، والثاني هو الاقبال علي حضور منتدي «نوت»، احد أزرع المهرجان، والذي يناقش سنويا قضايا المرأة والمجتمع في اسوان والنوبة، والذي تعودنا نحن نقاد السينما بالتالي علي حضوره، والمشاركة في تتبع نقاشاته، خاصة حين تتطرق الي كيفية رؤية نساء الجنوب للنساء في السينما المصرية، وفي هذه الدورة، ادخلت ادارة المهرجان بعض ندوات ضيوف السينما الي المنتدي، مثل ندوة الفنانة الفرنسية الكبيرة «مارشا ميريل» التي كرمت كواحدة من اوائل الفنانات الممثلات المهتمات بقضايا المرأة في السينما الفرنسية والاوروبية من خلال بزوغ موهبتها مع جيل الموجة الجديدة للسينما الفرنسية، ولتصبح هذه الموجة وقتها من اهم موجات التجديد في السينما العالمية، ميريل وقفت تحكي لنساء اسوان ولضيوف المهرجان، قصة حياتها وهجرة عائلتها من اوكرانيا، الي افريقيا، ثم المغرب قبل ان تستقر في فرنسا وتصبح بعدها نجمة السينما الفرنسية الكبيرة، ولانها مثقفة، فقد استطاعت ان تربط الفن بالسياسة بالمتغيرات الاجتماعية في كلمات سهلة وجذابة، مع اسلوب حكي ممتع استطاع ان يدخل الجميع في حالة اهتمام بالفن، وذلك بعد مناقشة اسبق عن التحرش بالمرأة وكيف يمكن مواجهتها. مهرجان اسوان هو في الحقيقة نموذج لمحاولة فتح ابواب التعارف الاجتماعي والانساني بين مختلف البشر في بلدهم، مصر، وبين القادمين من خارجها كضيوف، ينفذه بمهارة كل من رئيس المهرجان السيناريست محمد عبد الخالق، ومديره الكاتب الصحفي حسن ابو العلا بمعاونة فريق عمل كبير مثل آندرو محسن المدير الفني، واميرة عاطف مدير التنظيم وفريق آخر هو مجلس الامناء برئاسة السفيرة ميرڤت التلاوي، وبرنامجه الذي يبدأ صباحا بندوات المنتدي الذي تديره الكاتبة «عزة كامل» ويستمر بعدها طوال اليوم من خلال برنامج رسمي يضم مسابقة للافلام الطويلة ضمت أثنا عشر فيلما طويلا مهما، اغلبها يستحق النقاش، وبينها فيلمان مصريان وثائقيان هما«احلام منسية» كتابة واخراج مروة الشرقاوي المخرجة الصاعدة الواعدة، والثاني «من والي مير» للمخرجة الرائعة ماجي مرجان التي رأينا لها من قبل اعمال جيدة منها فيلمها الطويل الاول «عشم »، والمسابقة الثانية الرسمية هي للفيلم القصير وتضمنت اربعة عشر فيلما جاءت من كل مكان في العالم، من بينها فيلمان مصريان ايضا هما هما «فراولة»للمخرجة منال سعد، و «لما كان البحر أزرق » أخراج عمرو السيوفي.