حمدى عبد العزيز
بالأمس وأنا أكتب لأنعي الراحل المبدع العظيم رمسيس مرزوق'>رمسيس مرزوق كنت أشرع في كتابة عبارة (خسرته السينما المصرية) ..
لكنني تداركت الموقف وتخليت عن كتابة هذه العبارة بعد أن هاجم عقلي سؤال مؤلم مفاده ..
- وأين هي السينما المصرية؟
بلاشك رمسيس مرزوق'>رمسيس مرزوق وكل المبدعين السينمائيين العظام الذين رحلوا خسارة كبيرة لنا ولأجيال ألهمها ماقدموه من إبداع جميل ..
لكننا كنا قد خسرنا السينما المصرية من قبل ذلك بسنوات ، بعد أن زحفت علي صناعتها قوي السوق التي تهيمن عليها شرائح لاتنتمي طبيعة تكوينها لأي قيم ثقافية غير قيم الربح والإستهلاك في حين كانت الدولة قد نفضت منذ أكثر من ثلاث عقود زمنية أيديها تماماً من صناعة السينما ، وبالتالي تعرضت صناعة السينما للتفكيك شأنها شأن صناعات وطنية أخري كثيرة ، فظل فن السينما طوال العقود الثلاثة الماضية أسيراً لقيم الشريحة الرأسمالية المهيمنة بثقافتها العشوائية وقيمها الإستهلاكية المترتبة علي طبيعة نشأتها وصعودها ..
فكانت النتيجة
خسارة السينما كصناعة وطنية شأنها شأن صروح اقتصادية وطنية خسرناها تحت وطأة هجمة تفكيك وخصخصة الصروح الصناعية التي تشكل قوام الإقتصاد الوطني ..
وبالتالي خسارة فن السينما المصرية بدءاً من محاولاته الأولي في العقد الثاني من القرن الماضي مروراً بخمسينياته وستينياته وحتي رحيل ثمانينياته كفن ظل فناً رائداً في مصر والمنطقة العربية يلعب دوراً تنويرياً هائلاً يرسخ قيم الخير والحق والجمال والتآخي ويواجه المجتمعات بعيوبها ويثير الأسئلة التي تساعد العقول علي تفسير الواقع والعثور علي شروط تثويره وتطويره وتحديثه ..