ترجمة وإعداد- بولس ساويرس
أشارت صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن مسؤولًا في رئاسة الجمهورية في "مصر"، صرّح بأن الرئيس "محمد مرسي" سيحضر قمة في "إيران" نهاية هذا الشهر، وهو في طريق عودته من "الصين" لحضور قمة حركة عدم الانحياز، كما صرح بأنه سيتم نقل قيادة الحركة الدورية لـ"إيران"، دون الإفصاح عن تفاصيل.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الزيارة ليست غريبة على المجتمع الدولي، حيث أجرى "مرسي"، بعد توليه الرئاسة، إتصالًا بـ"طهران" للتدخل لإنهاء الحرب الأهلية في "سوريا" وحقن الدماء، وكان قد قدم الاقتراح للمجموعة التي كانت تضم "السعودية" و"تركيا"، وبالطبع "مصر"، في مؤتمر قمة التعاون الإسلامي في "مكة" بالمملكة العربية السعودية، ولاقى هذا الاقتراح قبولًا وترحيبًا ظهر من خلال القناة الإيرانية التي تديرها الدولة الشيعية.
ولفتت إلى أن عضوًا بارزًا في جماعة الإخوان قد صرّح بأن قبول "طهران" للاقتراح يعتبر بمثابة نجاح لمصر في استعادة علاقاتها والنفوذ الدبلوماسي والإسترتيجي الذي كان لمصر في المنطقة، مشيرةً إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مصري "طهران" منذ تدهور العلاقات منذ عقود طويلة.
وقالت: "ربما تكون هذه الزيارة للعمل على تحسين وزيادة العلاقات بين البلدين، وكسر حدة العداء بينهما، والتي زادت منذ معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979 م، وقيام الثورة الإسلامية في طهران التي تخضع للفكر الشيعي، وتتعارض مع مصر التي تتبنى الفكر السني، والتي وقفت بجوار السعودية التي لها نفس الفكر السني هي وغيرها من البلدان العربية التي يهيمن عليها هذا الفكر، ومحاولة عزل إيران الشيعية عن بقية الدول السنية، وعلى رأسها السعودية، التي زادت أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع مبارك."
وأضافت أنه في يوليو الماضي، وبعد الثورة التي أطاحت بـ"مبارك"، بدأ المصالحة وزير الخارجية حينئذ "نبيل العربي"، الذي يشغل منصب رئيس الجامعة العربية حاليًا، حيث أشار في رسالة مصالحة للجمهورية الإسلامية الشيعية، قائلًا: "إيران ليست عدوًا لمصر"، وأشار في ذلك الوقت إلى أن "مصر" ستسعى بعد "مبارك" لاستعادة علاقاتها مع كل دول العالم، بما فيهم إيران، ليس بصورة عشوائية، ولكن بنظم محسوبة وحسابات دقيقة تؤدى إلى زيادة العلاقات مع العالم كله.
ورأت الصحيفة أن زيارة "مرسي" في ظل هذه الظروف لـ"إيران"، نهاية هذا الشهر، تقلق الأغلبية السنية في "مصر"، سواء من الناحية الدينية أو من الناحية السياسية، وأبرزهم السلفيون الذين يصفون الشيعيين بالزنادقة، ويعتبرونهم أعداء مصر من الدرجة الأولى، وقد غذى هذا الفكر حكم "مبارك"، حيث كانت وسائل الإعلام توضح الكثير من المؤامرات التي تدبرها "إيران" لإضعاف مصر، وغير ذلك من القصص التي كان يسمع بها الجميع.
وعلى الجانب الآخر، يتعاطف كثيرون من المصريين مع الثورة الإسلامية في "إيران"، فهم ينظرون إلى الموضوع من ناحية إسلامية، وينظرون لإيران على إنها البطل الذي يواجه أكبر قوة عظمى في العالم، ألا وهي "الولايات المتحدة الأمريكية"، فتعتبر بالنسبة لهم قدوة ومثالًا يُحتذى به ويجب السير على ذات المنهج، ومن الناحية السياسية، وخاصة الخارجية، أن تستقل مصر عن أمريكا سياسيًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتحاد بين المعسكرين قد يؤدي إلى تغير جذري في المنطقة ككل وبشكل عام، حيث "إيران" وما يتبعها من ميليشيات إسلامية في "سوريا" و"حزب الله" في "لبنان" و"حماس" في غزة من ناحية، و"السعودية" ودول الخليج وغيرهم ممن تساندهم وتعضدهم "أمريكا" من ناحية أخرى.
وقالت: "نرى مرسي يغازل السعودية، حيث زارها مرتين، مرة بعد فوزه بالرئاسة والأخرى خلال القمة الإسلامية، في محاولة لتهدئة المخاوف من الانتفاضات في الدول النفطية. وقد طمأن السعودية بأن مصر لا تسعى لتصدير الثورة إلى السعودية وحلفائها، حرصًا على سلامة وأمن المملكة العربية السعودية، وكل هذا يبين مدى التوتر ما بين السعودية السنية وإيران الشيعية في المنطقة."