أشاد أبوبكر الديب الباحث في الشأن الإقتصادي ورئيس منتدي تطوير الفكر العربي للدراسات، بكلمة سامح شكرى، وزير الخارجية، خلال القائه كلمة مصر فى جلسة مجلس الأمن مساء أمس الخميس والتى عقدت خصيصا لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي بدعوة من كل من مصر والسودان قائلا إن شملت ما يقرب من 50 رسالة "نارية" من للمجتمع الدولي بشأن سد النهضة من أجل القيام بواجباته ومسئولياته.
وأضاف الديب إن الكلمة عبرت بشفافية عن الموقف المصري وأوضحت الحقائق والتعنت والصلف الإثيوبي الذي تواجهه مصر حتى الأن بصبر كبير، موضحا أن مصر أظهرت أنها ليست ضد المفاوضات السلمية، وان مصر تطلب اتفاق قانوني ملزم في ملف سد النهضة.
وحملت رسائل شكري للمجتمع الدولي مضامين منها، إن الدراسات تؤكد أن سد النهضة قد يسبب أضرارا لا تعد ولا تحصي بالنسبة لمصر، وهناك 100 مليون مصري يواجهون تهديدا وجوديا وأن سد النهضة يلقي بظلاله على مستقبل ومصير الشعب المصري، وأن مصر جاءت إلى مجلس الأمن العام الماضي لتحذر المجتمع الدولي من خطر سد النهضة الإثيوبي الذي لوح في الأفق، ولقد سبق وحذرنا من مغبة السعي لفرض السيطرة والإستحواذ على نهر يعتمد عليه بقاؤنا، وأن المنهج الإثيوبي الأحادى يهدد بتقويض الأمن والسلم فى المنطقة.
وقال رئيس منتدي تطوير الفكر العربي للدراسات: إن كلمة الوزير المصري أكدت مناشدة مصر لمجلس الأمن من أجل وضع حد لهذا التوتر الذي سيهدد السلم في إقليم هش ونجد أنفسنا مجددا أمام القرار الأحادى لإثيوبيا بالملء الثانى للسد، و قرار إثيوبيا الفج يمثل سوء النية، وهذا المنهج الإثيوبي و تصرفاتها الأحادية المستمرة يكشف أهدافها السياسية الحقيقية، ولقد دعوت مصر أشقاؤها الذين تشاركهم ثروات النيل إلى التحلي بالمسئولية والاعتراف بترابط وتشابك مستقبل وثروات شعوبنا، وبعد أيام من جلسة مجلس الأمن العام الماضي شرعت إثيوبيا دون مراعاة للقوانين والاعراف في الملء المنفرد لسد النهضة، وأن أى اتفاق يجب أن يتضمن تدابير وإجراءات لتفادى تاثيرات سد النهضة علي دولتى المصب خاصة فى فترات الجفاف، و نثق فى قدرة مجلس الأمن علي اتخاذ ما يلزم من تدابير لمعالجة أزمة سد النهضة، ويحدونا الامل ولا يزال فى التوصل إلي إتفاق ملزم.
وأضاف أن شكري قال بقوة إن وزير خارجية إثيوبيا أعلن بعجرفة وصلف أن النهر تحول إلي بحيرة وأن النيل ملك لنا، وأن رد فعل مصر إزاء هذا الاعتداء على النيل اتسم بضبط النفس واتباع درب السلم والسعي للتوصل لتسوية هذه الأزمة، و تبنينا بصدق مبادرة رئيس جنوب إفريقيا لإطلاق مفاوضات تحت رعاية الاتحاد الافريقي، وأن التعنت الإثيوبي سبب الاخفاق المستمر لمفاوضات سد النهضة، وأن مصر ترغب فى اتفاق عادل يضمن حق دولتى المصب، مشيرا إلي دآب إثيوبيا علي تجاهل حقائق الجغرافيا، وأن إثيوبيا لم تكن دولة محتلة ولم توقع أى اتفاق بشأن النيل رغما عنها، وأنها تتعامل وكأنها تمتلك حقوقا حصرية لنهر النيل ، وان السلوك الإثيوبي الفج يعكس انعدام المسئولية وعدم المبالاة ويجسد سوء النية الإثيوبية، و الجنوح لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب تحد سافر للارادة الجماعية للمجتمع الدولي، و النهج الإثيوبي وتصرفاتها الأحادية المستمرة تفضح تجاهلها بل وازدرائها لقواعد القانون الدول، و النهج الإثيوبي يكشف أهدافها السياسية الحقيقية والتي ترمي إلى أسر نهر النيل والتحكم فيه، و لا يوجد أمام مصر بديلًا إلا إن تصون حقها فى الحياة، إذا تضررت حقوقها المائية وهذا الوضع لأزمة سد النهضة يمكن أن يعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر.
وأضاف إن كلمة وزير الخارجية المصري ، كانت قوية جدا، وأكدت تميز الدبلوماسية المصرية وكشفت موقف الجانب الإثيوبي المتعنت والانسحابات المتكررة من الاتفاقيات، والمرواغة في طريقة التخزين الآمنة والإدارة والتي حددتها اللجان العلمية.