د. محمد أبوالغار
لأول مرة فى تاريخ البشرية يستطيع العقل البشرى بالتعاون مع التقدم الكبير فى البحث العلمى وضخ مليارات من الدولارات، إنتاج اللقاحات ضد كورونا فى فترة قصيرة وثبت أنها تمنع كورونا أو تخفف من حدته فى حالة الإصابة به. وانخفضت الإصابات فى الدول التى لقحت نسبة كبيرة من السكان.
وبسبب إنتاج التطعيم والتقدم الطبى سيكون تأثير كورونا 2019 أقل بكثير من وباء الإنفلونزا 1918 - 1920 الذى قتل حوالى 50 مليون نسمة وكان سكان العالم أقل بكثير من الآن، ووصل عدد الوفيات من كورونا الحالى إلى حوالى 4 ملايين نسمة.
أولًا: التطعيم هام وواجب على كل مواطن أن يستمع إلى نصيحة الأطباء بأن التطعيم حماية له وأن مضاعفات التطعيم ومشاكلها محدودة للغاية مقارنة بمخاطر المرض.
ثانيًا: تبذل جميع دول العالم كل جهد لمنع المرض وتطعيم أكبر عدد من المواطنين. هناك بلاد تخطت تطعيم 50 – 60% من سكانها مثل أمريكا وإسرائيل، وفى مصر 2-3% تم تطعيمهم، ووعد رئيس الوزراء بتطعيم 40% من السكان بنهاية العام الحالى. وفى بعض بلاد إفريقيا لم يتم التطعيم على الإطلاق. وهناك برنامج تابع لمنظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاح للدول الفقيرة.
ثالثًا: توجد الأنواع التالية من التطعيم:
1.فايزر/ بيونتك، وموديرنا
تم تحضيرهما بطريقة حديثة تستخدم للمرة الأولى ونسبة منع المرض تمامًا 95% وفى حالة الإصابة بالمرض تكون الأعراض بسيطة.
2.أسترازينيكا، جونسون وجونسون
تم تحضيرهما بالطريقة التقليدية عن طريق قتل أو إضعاف الفيروس أو حمله على فيروس آخر لا يسبب مرضًا، ونسبة النجاح حوالى 70- 80%، وأيضًا فى حالة الإصابة بالمرض تكون الإصابات غير شديدة وحالات الوفاة نادرة.
التطعيم الصينى سينوفارم وسينوفاك ويستخدم فيروسا تم إضعافه، ويشرح فى آخر المقال.
رابعًا: الهيئة الأمريكية لمراقبة وترخيص الأدوية والمنظمة الأوروبية وافقتا على استخدام لقاح فايزر ومودرنا وجونسون، والاتحاد الأوروبى وافق أيضًا على أسترازينيكا ولم توافق عليه أمريكا حتى الآن.
خامسًا: مضاعفات جميع اللقاحات وقتية بسيطة لعدة أيام ولكن هناك نسبة حدوث جلطات خطيرة فى 6 حالات من كل مليون حالة فى جونسون وأسترازينيكا وهى نسبة ضئيلة جدًا ولا يجب أن تمنع تعاطى اللقاح.
سادسًا: اللقاحات الصينية، يتم إنتاجها من شركة حكومية (سينوفارم)، وشركة خاصة (سينوفاك). وتبلغ نسبة النجاح فى منع الإصابة فى سينوفارم كما أعلنت الصين 79% ولكن جامعة هونج كونج راجعت الدراسة وأعلنت أن نسبة الحماية 62% فقط. وأعلنت البرازيل فى استخدامه للأطباء والممرضات أن كفاءته 51% ضد الحالات البسيطة و100% فى الحالات التى تحتاج دخول المستشفى.
سابعًا: وافقت منظمة الصحة العالمية على اعتماد اللقاح الصينى ولكن التقرير ذكر أن التجارب التى أجريت على اللقاح الصينى لم تكن تحتوى على مادة علمية تكفى لتحديد قوة البحث ومدى كفاءته فى الحالات الشديدة من الإصابة ومن هم فوق 60 عامًا. والمعروف أن تجارب اللقاحات تمر بثلاث مراحل وأن اللقاح الصينى بدأ استخدامه على نطاق واسع فى الصين بدون إجراء المرحلة الثالثة، ومؤخرًا أجريت المرحلة الثالثة فى بعض الأماكن على أعداد قليلة.
ثامنًا: اللقاح الصينى ربما يكون أكثر اللقاحات استخدامًا فى العالم لأنه أعطى إلى 900 مليون صينى و350 مليونًا آخرين فى 80 دولة حول العالم من بينها مصر. وهو يتميز برخص السعر وسهولة النقل فى ثلاجة عادية.
تاسعًا: ظهر فى الشهور الأخيرة قلق من استخدام اللقاح الصينى. مونجوليا وجزيرة سيشيل والبحرين وهى بلاد صغيرة لقحت نسبة كبيرة من الشعب باللقاح الصينى فقط وتوقعوا أنه لن يكون هناك حالات جديدة فى هذا الصيف. ولكن حدثت أعداد كبيرة من الإصابات فى الثلاث دول. ففى منغوليا زادت النسبة 4 أضعاف مقارنة بقبل التطعيم. ويقول وزير صحة منغوليا إن التطعيم جيد ولكننا أسرعنا بفتح الاقتصاد. فى شيلى كان هناك ارتفاع فى عدد الحالات وهم يستعملون التطعيم الصينى فقط. حديثًا فى السعودية والإمارات والفلبين بدأوا يشعرون بالقلق من كفاءة السينوفارم. فى جزيرة سيشيل 37% من الحالات الجديدة تم تلقيحها من قبل باللقاح الصينى، واعتذر رئيس الفلبين للشعب عن استخدام اللقاح الصينى. أعلنت الإمارات والبحرين عن إعطاء جرعة ثالثة من فايزر لمن أخذوا جرعتين من اللقاح الصينى.
ربما تكون المشاكل التى ظهرت سببها الثقة الزائدة لمن تم تطعيمهم ولم يحذروا، أو أن التحور الذى حدث فى الفيروس إلى نوع دلتا يكون سببا لأن الفاكسين ربما لا يحمى ضده، وربما تكون كفاءة اللقاح أقل من النسبة المتوقعة.
عاشرًا: فى مصر تتكفل الدولة بالكامل بتطعيم من يرغب وقد تم تطعيم المواطنين بالصينى وبأسترازينيكا. وتم التعاقد على مصنع لتصنيع السينوفاك فى مصر وهذا أمر جيد أن يتم إنتاج أى لقاح فى مصر، وتعود لمصر إمكانية تصنيع اللقاحات بعد أن اختفت سنوات طويلة.. هناك بحث علمى هام يمكن أن يتم فى مصر عن طريق جهة محايدة ولتكن إحدى الجامعات الحكومية بأن تأخذ عينة عشوائية تمثل جميع الأعمار وأماكن الإقامة ويكونون قد سبق تطعيمهم باللقاح الصينى ويتم سؤالهم تليفونيًا أو بمقابلة لمعرفة عدد الذين أصيبوا بالمرض وشدته ومن دخل المستشفى وإذا كان هناك وفيات من الذين تعاطوا التطعيم الصينى. قاعدة البيانات متوفرة عند وزارة الصحة، ويمكن إذا وضعت خطة بحثية سليمة أن ننتهى من هذا البحث فى 3 أو 4 شهور وخلال هذه المدة يجب أن تأخذ وزارة الصحة معلومات كافية من الإمارات والسعودية والبحرين وبعض دول أمريكا اللاتينية عن حجم الإصابة لتحديد موقفنا المستقبلى من استخدام اللقاح الصينى فى مصر.
قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك
نقلا عن المصرى اليوم