"المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية
التعريب لمجموعة من المترجمين بتنسيق غازي برو - المكتبة الدولية - بيروت - لبنان – 2012
الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب متعددة الأوجه، واستمرت من عام 1975 إلى عام 1990، حيث بدأ القتال بين الموارنة والقوات الفلسطينية، لكن تغيّر المعطيات أدّى إلى تغيّر التحالفات خلال هذه السنوات، فأصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، أما الغد فكان مجهولاً بين الجميع.
المؤلف هو آلان مينارغ Alain Ménargues. وهو صحفي فرنسي ومُدير سابق لراديو فرنسا الدولي، كتب عن هذه الحرب كتابين ونحن نستعرض الكتاب الثاني.
-في الساعة الرابعة وعشر دقائق من بعد ظهر يوم الثلاثاء 14 ايلول 1982 دوى انفجار هائل في أرجاء بيروت كلها وجعل حي الأشرفية يهتز من أساساته. وكانت العبوة الناسفة التي يبلغ وزنها عدة عشرات من الكيلوجرمات قد نسفت تماما مركز حزب الكتائب بالاشرفية حيث كان يعقد الرئيس "بشير جميل" الذي لم يمض على انتخابه إلا 21 يوماً اجتماع وداع مع العاملين الدائمين الذين عمل معهم سنين عديدة
-جيش لبنان الجنوبي، ميليشيا مكوّنة من 85 % من الشيعة وتحت قيادة مسيحية، مشكّلة وممولة ومجهزة من قبل إسرائيل وتحت إشراف جهاز آمان، وهو جهاز استخبارات الجيش لحماية الحدود الشمالية للدولة العبرية
-حوالي الساعة الخامسة والنصف عصراً (16 أيلول 1982) القي القبض على "حبيب طانيوس الشرتوني" من قبل ابن عمه "الياس" العضو في جهاز أمن اللقوات اللبنانية. وكان "حبيب الشرتوني" عضواً في الحزب السوري القومي الاجتماعي ... وشقيقته تقطن الشقة التي تعلو المركز الذي قتل بشير (الجميل) بنتيجة تفجيره.
-كانت الصور الاولى عن المذبحة (صبرا وشاتيلا) هي التي استُهلت بها نشرات الاخبار المتلفزة كافة مساء 18 ايلول (1982). وبعد ذلك بدقائق، أعلن (الرئيس الفرنسي) "فرانسوا ميتران" من باريس أنه شعر بالهول لرؤيتها ... اما في واشنطن فقد اوعز (الرئيس الاميركي) رونالد ريغان بنشر بيان لا سابقة لقسوته في تاريخ العلاقات بين الولايات الولايات المتحدة والدولة العبرية. واستُدعي السفير الاسرائيلي موشيه ارينز، لكي يُخطر اسرائيل رسميا بسحب قواتها فورا من بيروت الغربية.
-ذكر بعض منهم (الضباط الاسرائيليين) بأن رئيس الوزراء السابق "بن غوريون"، كان يسأل الجنرال "موشي دايان" مراراً وتكراراً ان كان العقيد "أرييل شاينرمان" (اسم شارون الاصلي) لا يزال يواصل الكذب
-في 3 تشرين الاول (1982) صباحا أثناء اجتماع عقد في المدرشة (مقر الموساد في تل ابيب ويقع امام COUNTRY CLUB وتعتبر المقر الصيفي لرئيس الوزراء الاسرائيلي) حيث جرت المحادثات بالفرنسية بين اللبنانيين "جوزيف ابو خليل" و"انطوان نجم" و"وليد فارس" والموساد، ثارت ثائرة جوزيف: ينبغي ان تكفّوا عن اتهامنا (مجازر صبرا وشاتيلا) والا سنكون مرغمين على الكشف عن كل ما نعرف. اقترح عليكم ايجاد حل لمشكلة صبرا وشاتيلا، ولنقم بتحقيق مشترك لمعرفة ما جرى على ارض الواقع
-في 8 تشرين الثاني (1982) واثناء اجتماع للمكتب السياسي لحزب الكتائب شارك فيه (الرئيس اللبناني خلالها) امين الجميل - وفي موقف اثار دهشة الجميع - قام كريم بقرادوني يؤنبه: "انت لديك مشكلة لأنك خَلَفْتَ بشير الجميل ولم تخلف (الياس) سركيس. لقد كان بشير رئيسا لكه كان قائدا ايضا. ونحن نطلب اليك ان تكون مثله. فليس هنالك ما يُقال بشأن عملك رئيسا للجمهورية، لكن لا وجود لك بوصفك زعيما للمسيحيين.
-"اياكم والظن انّا نفضّل الدروز! بل نحن، خلافا لذلك، لا نحبهم. واقول لكم قول ودّ، إنّا قد نكون مرغمين، بسبب ما نتعرض اليه من ضغوط، على عدم التفاوض إلا بشأن احتياجاتنا" (ارييل شارون في اجتماع مع القوات اللبنانية في 22 / 11 / 1982)
-لدى الزيارة الاولى التي قام بها (الرئيس السوري) حافظ الاسد الى باريس في 16 حزيران 1976. استغل الفاتيكان تلك الزيارة ليطلب من الحكومة الفرنسية بالحاح السعي في سبيل قيام تقارب بين المسيحيين اللبنانيين ودمشق. وقد جرى اثناء تلك الرحلة عقد لقاء سري بين عبد الحليم خدام وشربل قسيس ورئيس المجلس الاعلى في الكسليك، الاب عمانوئيل خوري والاستاذ في جامعة القديس يوسف بيار انطوان كرمن في السفارة السورية في بولفار سوشيه. لكن دون نتيجة تُذكر
-بَعَث (الرئيس الاميركي) رونالد ريغان (نيسان 1983) برسالة الى (الرئيس السوري) حافظ الاسد ... فأكد له فيها ان الولايات المتحدة تعتبر دوما ضم الجولان غير شرعي بموجب قرار الامم المتحدة رقم 242
-سرت بشأنه (وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسلفيلد) طرفة في وزارة الخارجية لم يقم بتكذيبها. فقد طلب أثناء زيارة الى دمشق ... لقاءء مع الرئيس (السوري) حافظ الاسد. وقد سأله الرئيس السوري قائلا: لِمَ علي ان اصغي اليك؟ فأجابه رامسفيلد على الفور: "لأني سأصير يوما رئيس الولايات المتحدة"
-في الثاني والعشرين من ايلول 1988، ترك (الرئيس اللبناني امين) الجميل منصبه من غير ان يتوصل الى اعادة تنظيم انتخابات لتعيين رئيس خلف له. وطبقا للعرف فقد عيّن قبل ان يرحل ميشال عون، رئيسا جديدا للحكومة، وكانت مهمته الرئيسية تنظيم الانتخابات الرئاسية. رفض سليم الحص، رئيس الحكومة المعزولة، هذا القرار وبقي في منصبه بدعم من حكومته وجميع الاحزاب اللبناني اليسارية والاسلامية فضلا عن السوريين
-المبدأ الذي فرضه (الرئيس السوري) حافظ الاسد منذ ارتقائه سدة الحكم: "يمكن للحرب في الشرق الاوسط ان تنشب من دون سورية، اما السلام فلا يمكن احلاله من دونها"، لا سيما حين تكون معنية مباشرة