نادر شكرى
عبر اساقفة الأثيوبيين في بيان لهم عن حزنهم وسط استمرار الاقتتال في وقت يريد فيه الجميع أن تنطلق عملية السلام المرجوة، وكتبوا أن رعاة الكنيسة لا يسعهم ألا يشعروا بمخاوف وآلام السكان.
وعبر أصحاب السيادة عن قربهم من جميع الأشخاص الذين يعانون من نتائج الصراع الدائر في تيغراي، والذي اندلع في شهر نوفمبر من العام 2020. وأكدوا أنهم يرفعون الصلوات على نية الضحايا آملين ألا يكون هؤلاء قد ضحوا بحياتهم سدى.
ولفت البيان إلى أن الأساقفة يصلون بنوع خاص من أجل الأبرشيات الواقعة في الإقليم المذكور، ويتضرعون إلى الله من أجل أبناء الأبرشيات والكهنة والرهبان والراهبات، وجميع المؤمنين الكاثوليك بصورة خاصة، الذين يواجهون أوضاع الحرب، ويرزحون تحت وطأة أزمة إنسانية.
لم يخلُ بيان الأساقفة الأثيوبيين من دعوة جميع الأطراف المورطة في النزاع إلى التخلي عن العنف والالتزام لصالح التعايش المشترك. وأكد أصحاب السيادة أن الحرب تدمر حياة الأشخاص وممتلكاتهم، لذا لا يمكن أن يقع الخيار على القتال بل ينبغي أن يسير الجميع في الدرب المؤدية إلى السلام والمصالحة، خصوصا وأن العنف لا يمكن أن يشكل علاجاً للشرور أو حلا للأزمات، في بلد يحتاج فيه خمسة ملايين شخص إلى المساعدة الإنسانية.
واعتبر مجلس الأساقفة أنه لم يفت الأوان من أجل وقف أعمال العنف، والإقرار بأن الدرب الوحيدة الواجب سلوكها هي درب السلام التي تلبي متطلبات الحقيقة والعدالة، فضلا عن طلب الغفران والمغفرة للآخرين. وجاء في البيان أن الكنيسة الكاثوليكية في أثيوبيا تدعو الجميع إلى فعل ما هو ضروري من أجل استعادة الثقة المتبادلة بين الأطراف ومعاملة الآخرين كأخوة وأخوات، بغض النظر عن هوية الآخر وعن عمق الخلافات القائمة، فلا بد أن تُحل كل المشاكل من خلال الحوار والتفاوض.
في هذا السياق شجع الأساقفة الأثيوبيون المؤمنين على وضع رجائهم في الرب يسوع لأن هذه هي الطريقة الوحيدة الكفيلة في شفاء البلاد والمجتمع والكنيسة. ولفتوا إلى أننا جميعاً أخوة ولا يوجد منتصر أو مهزوم في الحروب، مؤكدين أنه حتى لو بدا العيش بسلام حلماً، فهو مشروع قابل للتحقيق إذا ما صلينا إلى الله، أب الجميع، وتركناه يصقل قلوبنا وعقولنا كي نفكر ونتصرف في إطار السلام والأخوة. بهذه الطريقة ختم البيان تصبح أثيوبيا دولة لجميع أبنائها، يعيش فيها السكان جنبا إلى جنب كأخوة وأخوات. وسأل الأساقفة الله أن يملأ قلوب الجميع بالحكمة التي تحمل الإنسان على اختيار الأخوة عوضا عن الحقد والانتقام، والتي تجعل من الجميع أدوات للسلام