جلس الثلاثيني "سعيد ع." على مقعد خشبي أمام منزله المتهالك، والمجاور للعقار المنهار بحي الوراق، شمال الجيزة، صباح اليوم الثلاثاء، يندب حظه، بصوت متحشرج تنهمر دموعه على جارهم، قائلا: "روماني مات وهو بينقذ ولاده ومراته".
قبل ساعات من انهيار العقار، أخلى الأهالي العقار، انتقلت كل أسرة إما إلى شقة أخرى استأجرتها أو إلى بيوت أقاربهم، بعدما شعروا بهزة أرضية فيه مساء أمس، وحدوث اهتزاز في العقار مما دفعهم لتركه. لكن روماني فوزي، (32 سنة)، مالك المنزل، رفض الخروج، ومكث مع أسرته داخل العقار، "مش هخرج من البيت لو هيقع على دماغي".
في تمام الساعة السادسة إلا ربع صباحًا، استيقظ الرجل الثلاثيني على صوت "طقطقة" قطعت هدوء المنطقة، تبعه انهيار العمارة التي يسكن بها وصرخات واستغاثات أهالي العقار المجاور.
هرول رجل البيت حاملًا طفليه على كتفه، وأنقذهما خارج المنزل، وعاد ثانية حتى ينقذ زوجته، التي مازالت داخل العقار، لكن فور دخوله انهارت الطوابق الثلاث فوق رأسه، "الراجل مات تحت البيت.. ومراته فضلت في الأوضة صاحية وكانت بتتكلم من تحت الأنقاض"، بحسب رواية الأهالي.
"ماشوفتش حاجة كل حاجه حصلت في ثواني.. البيت وقع وماشوفتش حاجة من التراب كأنه انفجار".. قالها أحد أهالي المنطقة وهو يغالب دموعه، قبل أن يكمل "البيت تسبب في انهيار جزئي بالعمارة المجاورة، وجيراننا طلعوا من شققهم جري بس بيقولوا إن عم "رامي" جارنا مات وزوجته لسه تحت ومش عارفين عنها أي حاجه حتى أنقذتها قوات الحماية المدنية".
وقف الأهالي فوق حطام المنزل لثوان معدودة، غير مصدقين ما حدث قبل أن يسارعوا للبحث عن "رامي" وزوجته تحت الأنقاض. وعلى مدى 6 ساعات من العمل المضني المتواصل، نجحت قوات الحماية المدنية في انتشال جثة "رامي"، وإنقاذ زوجته من أسفل الأنقاض.
كانت قوات الحماية المدنية هرعت لمكان العقار فور تلقيها بلاغا بالحادث، وكشفت مصادر أمنية إن انهيار العقار الصادر له قرار إخلاء تسبب في انهيار جزئي للعقار المجاور، ما تسبب في وفاة صاحبه. ونجحت قوات الحماية المدنية في انتشال زوجته، ونقلها للمستشفى؛ لتلقى العلاج.