ياسر أيوب
الفوز بميدالية أوليمبية ليس وحده الطريق الأقرب والأسرع للشهرة والأضواء.. ففى دورة طوكيو الحالية كان هناك خاسرون نالوا من الاهتمام والمتابعة ما لم ولن يحلم به المنتصرون وأصحاب الميداليات.. لكن مارتينا وحدها أصبحت أشهر وأهم من معظم الفائزين أو الخاسرين فى طوكيو.. وأصبح اسمها وصورتها فى كل صحافة العالم وعبر شاشاته، وتناقلت حكايتها صفحات السوشيال ميديا بمختلف لغات العالم.. والسبب كان فيديو تقل مدته عن نصف دقيقة تظهر فيه مارتينا ترايدوس، لاعبة الجودو الألمانية، وهى تستعد لبدء مباراتها فى دور الـ32 لدورة طوكيو أمام اللاعبة المجرية، شوفى أوزباس.. وفجأة يمسك المدرب، كلاوديو بوسا، بـ«مارتينا»، ويهزها، ثم يصفعها بقوة على خدها قبل بدء المباراة.. وكان مشهد الصفع مفاجئًا وصادمًا ومربكًا أيضًا وأثار الكثير من الأسئلة.. هل كان المدرب غاضبًا من «مارتينا»، التى لم تستعد جيدًا.. هل كانت «مارتينا» خائفة أو رافضة أن تلعب فاضطر مدربها إلى صفعها.. أم أنها كانت الطريقة التى اختارها المدرب ليزداد تركيز «مارتينا» قبل اللعب..

وبدأ الصحفيون وعموم الناس عبر السوشيال ميديا يشاهدون الفيلم ويتركون تعليقاتهم التى تراوحت بين الضحك والسخرية من المدرب أو «مارتينا»، إلى الغضب والهجوم على المدرب أو اللاعبة أو الاثنين معًا.. وبعدما فوجئت بكل هذا الاهتمام الإعلامى العالمى.. اضطرت «مارتينا» إلى أن تشرح وتؤكد أنها هى التى طلبت ذلك من مدربها، وأنها اعتادت ذلك قبل كل مباراة لتحفيزها وإخراج كل طاقاتها.. ثم عادت «مارتينا» وقالت إن الصفعة لم تكن قوية بما يكفى بدليل أنها خسرت المباراة.. وتخيلت «مارتينا» أنها بذلك أغلقت الملف وأنهت القضية.. إلا أنها فوجئت بغضب مؤسسات نسائية دولية رياضية وحقوقية تنتقد الفيديو وتهاجمها وتتهمها بإهانة كل النساء وليس اللاعبات وحدهن.. كما فوجئ مدربها «كلاوديو» بالاتحاد الدولى للجودو يحذره رسميًا من تكرار هذا السلوك، الذى لا تقبله قواعد وأسس لعبة الجودو ومدونتها الأخلاقية.. وتعاطفت كثيرات على الرغم من ذلك مع «مارتينا»، وأنه من حق أى إنسان البحث عما يستفز قواه وانتباهه، سواء كان فنجان قهوة أو حمامًا باردًا أو تدريبًا شاقًا أو حتى صفعة على الوجه.. ومقابل هؤلاء رفضت كثيرات، لاعبات وغير لاعبات، ما جرى لـ«مارتينا»، واتهمنها بضعف لا يليق بأى امرأة، حتى لو كان من أجل بطولة.
نقلا عن المصري اليوم