أبو المدن الجديدة وشيخ التعمير، كلها ألقاب ألحقت بوزير إسكان مصر الأسبق حسب الله الكفراوي، الذي أنشأ مشروعات الجيل الأول من المدن الجديدة في مصر كالسادات والعاشر من من رمضان و6 أكتوبر ودمياط وغيرهم من المدن التي اقترنت باسم الكفراوي الذي رحل مساء اليوم 5 أغسطس عن عمر ناهز 91 عاماً.
ويروي الكفراوي في حوارٍ سابق تفاصيل إنشائه لواحدة من المدن الجديدة في ذلك الوقت، وكانت مدينة العاشر من رمضان الذي وضع حجر أساسها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
كان الكفراوي في ذلك الوقت نائباً لوزير الإسكان لشؤون التعمير، وكلفه الرئيس السادات بوضع تصور عن إنشاء مدن جديدة في مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية، بعد 3 شهور كما يقول الكفراوي في حواره قدمت للرئيس مذكرة من 25 ورقة تتضمن شرحاً مفصلاً عن المدن الجديدة "ففوجئت بالرئيس يقول لي الاسبوع الجاي عاوز أضع حجر الأساس".
فوجئ الكفراوي من طلب السادات وحاول إقناعه بأنه من الصعب ذلك، فالأمر يحتاج بعض الوقت للتخطيط لا يتعدى 6 شهور، ولكن السادات أصر على ذلك. يعقب الكفراوي بقوله " خلاص قلت بقى الرئيس عاوز يتصور عشان يقول للناس رسالة معنية.
وبالفعل تم تجهيز احتفال وضع حجر أساس مدينة العاشر من رمضان، وحضر الرئيس السادات والوزراء، وكل رجال الدولة، كما يقول الكفراوي الذي بدأ في شرح معالم المدينة الجديدة للرئيس ورجال الدولة على الهواء مباشرة، وفي غفلة أعلن الرئيس على أن المتر سيكون ثمنه 50 قرشاً.
نزل الخبر على الكفراوي كالصاعقة "كيف المتر بـ50 قرش وهو بيكلفنا 14 جنيه مرافق؟!، حاول الكفراوي مع الرئيس لكن من دون جدوى. حاول الكفراوي اللحاق برئيس الوزراء آنذلك ممدوح سالم فقال له الأخير نصاً " إذا كنت عاوز تترفد اترفد لوحدك قرار رئيس الجمهورية انت المكلف بتنيفذه".
بعد أسبوع واحد من إعلان السادات بأن المتر بـ 50 قرشاً، تم حجز نحو 11مليون متر من أرض العاشر من رمضان، رغم أن الحكومة قد عرضت مليون متر فقط، قال الكفراوي وقتها با "خبر إسود إحنا كده بنخسر كثير"، فذهب الكفراوي إلى الرئيس ليعرض عليه المشكلة فوجد السادات يقابله "مهللاً" على حد تعبير الكفراوي، وقال السادات له " مبروك يا كفراوي، الولاد اللي ببعتهم سيناء، إذا مكنش ليه حتة أرض يسكن فيها، وأرض يشتغل فيها، وأرض يدفن فيها، يبقى له ولاء للبلد ليه يا كفراوي".
بعدها اقتنع الكفراوي برؤية السادات وعقب على ذلك لاحقاً بأن " ما فعله الرئيس كان درس في الوطنية والرؤية وحب البلد".