أشرف حلمى
إجتاح دول العالم فى عام ٢٠٢٠ فيروس كورونا الذى خرج عن السيطرة وأصاب عشرات الملايين وقضى على ملايين أخرى ، وقد كافحت عديد من الدول من أجل تحديد العلاج المناسب وإختراع عدد من اللقاحات الناجحة لوقف إنتشار الفيروس والقضاء عليه لإنقاذ من ما يمكن إنقاذه من المصابين ، إلا أن عدد سكان العالم فاق الاعداد اللقاحات المنتجة ، مما أدى الى عجز حاد من اللقاح فى الدول بالتزامن مع نجاح الفيروس فى التحور المعروف حالياً بإسم ( دلتا ) الذى بدأ بإجتياح العالم مجدداً .
المتحور الجديد من كورونا " دلتا " شديد الخطورة ، سريع الأنتشار ويصيب جميع الأعمار حتى الأطفال دون سن العاشرة ، إلا انه يصيب الذين حصلوا على اللقاح بنسب بسيطه كما أظهرت نتائج الإختبارات والإصابات الحالية وذلك طبقاً اما أعلنه كبار الأطباء بأن جرعة واحدة تحمى الفرد بنسبه تصل الى ٥٠٪ و جرعتين تحمى بنسبه تصل الى ٩٨٪ تقريباً .
ففى وطنا الغالى مصر أعلنت وزارة الصحة المصرية فى وقت سابق بأن الموجة الرابعة من فيروس كورونا ستبدأ بالبلاد في أواخر شهر سبتمبر أو أول شهر أكتوبر المقبل ، وكأن هناك حائط صد منيع يقف بالمرصاد على حدودنا الدولية وعلى بوابات المطارات والمواني لمنع دخول الفيروس والفتك به ، فى الوقت الذى يصل مصر الآلاف عبر المطارات منهم من يحمل الفيروس دون ظهور اى أعراض عليهم ، ولنا بأستراليا مثالا التى حظرت السفر منها واليها منذ أكثر عام وسمحت للأستراليين العالقين خارجها بدخول البلاد وسفرهم طبقاً لشروط مشددة ، وبالرغم من الإغلاق التام ببعض ولاياتها لأكثر من ٤ أسابيع متواصله وفرض الإجراءات الإحترازية ومراقبتها بحزم من قبل السلطات ، وقصر الشعائر الدينية بجميع دور العبادة على عدد محدود جداً ، إلا ان الفيروس أخترق بعض المدن الكبرى بأحد الولايات وانتشر بين المواطنين ومع ذلك مازال الأغلاق مستمر ، كما بدأ الفيروس باختراق بعض الولايات الأخرى .
ومن الملفت للنظر ان نشاهد استقبال حافل بمطار القاهرة للاعبين الحاصلين على ميداليات برونزية باولمبياد اليابان فور خروجهم من المطار ، دون أى إجراءات إحترازية ، فى حين يتم عزل جميع اللاعبين فى بعض دول العالم بينها أستراليا ١٤ يوم بفنادق العزل فور وصولهم من اليابان دون تواصلهم مع اى أحد من عائلاتهم بالمطارات ، و١٤ يوم أخرى حال سفرهم من ولاية الى أخرى طبقاً للإجراءات الإحترازية التى فرضتها حكومات بعض الدول .
فحرصاً على سلامة وطننا الغالى مصر وشعبها من أنتشار وتفشى فيروس كورونا المتحور ، أناشد جميع المسئولين بالحكومة المصرية تحت رعاية فخامة السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، بتبكير الإجراءات الإحترازية الصحية من الآن وصاعد واللألتزام بها خاصةً ارتداء الكمامات خارج المنازل بالشوارع وبالاماكن المغلقة ومراقبتها من جانب السلطات الحكومية المتخصصة ، للحد من أنتشار الفيروس بين المواطنين بجميع أعمارهم والحفاظ صحتهم وأرواحهم ، نظراً لان هناك عشرات الملايين لن يتلقوا اللقاح حتى الآن وتتلاشى مصر من كارثة حقيقية فى غنى عنها ، كما أناشد القيادات الدينية بكافة طوائفها الإسراع بالعودة الى شعائرهم الدينية بدور عبادتهم دون حضور شعبى وقصرها على عدد محدد ونقلها أون لاين ، وقصر الافراح والجنازات على اعداد محدودة ومع مراعاة المسافات الآمنه بين الحاضرين فى الوقت الحالى أفضل جداً من إغلاقها دون إقامة شعائر مستقبلاً بدون وقوع المزيد من الإصابات لرجال الدين والحفاظ على أرواحهم من حدث من قبل .