خالد منتصر
«سباحين طوكيو '> طوكيو أسلموا يا رجالة!!» فرحة كثير من المسلمين بالبقع البنفسجية التى ظهرت على جسد بعض السباحين فى طوكيو '> طوكيو تقليداً للسباح الأمريكى مايكل فيليبس، الذى فعلها فى أولمبياد ريو، إن دلت على شىء فإنها تدل على مدى البؤس الذى أصاب عقل وفكر ووجدان أصحاب عقيدة ودين أول كلمة نزلت فى كتابه كانت «اقرأ»، فكلمة اقرأ تعنى تمعن وتدبر وتفكر واقرأ العالم لكى تبدع وتطور وتغير، سبب الفرحة العارمة التى غمرتهم كانت لأن هذه البقع كانت من أثر الحجامة واعتبروا أنهم دخلوا الإسلام، وأن هذا تأكيد للإعجاز العلمى والطب النبوى، لذلك أريد التأكيد على بعض الحقائق وأطرح بعض الأسئلة:
أولاً إسلامك لا يحتاج إلى تسول مصداقية من سباح أو ملاكم، وعندما تحتفى وتعتبرها انتصاراً لدينك فإنك تصف هذا الدين بالهشاشة وتعتبره فاقداً لجهاز المناعة وينهار مع أى ميكروب، وإلا فلتسأل لماذا لم يرقص الصينيون فرحاً ووسائل الإعلام التى تناولت الخبر تقول عن هذه الممارسة إنها صينية الأصل؟!
لم يهتف الصينى ها هى البوذية قد انتصرت، لأنه شخص واثق من نفسه ومن علمه وقدرته على تطوير هذا العلم، ولأنه لا يخلط الدين المطلق بالعلم النسبى، لذلك لم يهتم بالخبر وقرأه بلامبالاة وتفرغ لإحراز الميداليات الذهبية، ليس اسمه الطب النبوى ولكن اسمه الطب الذى تمت ممارسته فى زمن وعصر النبى.
النبى لو كان موجوداً بيننا الآن لكان قد اتبع كل ممارسات الطب الحديث وأجرى سوناراً ورنيناً مغناطيسياً.. إلخ، ومن يطلب منى أن أعالج بالكى والحجامة الآن كمن يطلب منى تخدير المريض قبل الجراحة بضربه على أم رأسه بالشاكوش!
همسة فى أذن تجار الطب النبوى لماذا لا يطبقون النقل النبوى ويركبون الناقة بدلاً من المرسيدس؟! بقع فيليبس البنفسجية هى نتيجة ما يسمونه كاسات الهوا، وهى التى توضع دافئة على جلد الظهر لتحدث تفريغ هواء، وفيليبس قال إنها تخفف ألم التمرين وهذا غير الحجامة كما يفعلها الدجالون هنا.
هنا يدعون أن الحجامة تشفى أكثر من 80 مرضاً وأنها تجرى فى الليالى القمرية، إلى آخر هذا العبث الذى لا يمت للدين أو العقل بصلة، الحجامة معناها اللغوى فصد الدم وهذا ما يفعلونه فى العالم الإسلامى.
ماذا يفعلون، يشرّطون الظهر بالموس لينزف المريض فى الكأس، ويضحكون على المخدوع قائلين «خلصناك من الدم الفاسد»! وبالطبع وبعد أن عرفنا تكوين الدم بالعلم الحديث تأكدنا من أن عبارة دم فاسد هى من الفولكلور ومكانها متحف الحفريات الطبية إلى جانب مفهوم أن الأمراض النفسية نتيجة عفاريت!!
العلم الطبى يا سادة لا يؤخذ من لاعبين، العلم الطبى له مراجعه ويعتمد على ما يسمى الطب القائم على الدليل، وكل العلماء يعتبرون كلاً من الحجامة أو حتى كاسات الهوا إجراء لا ينتمى لعلم الطب، السؤال نقفل الشباك ولا نفتح الشباك، نريد من السلفيين أن يريحونا هل نقلد الكفار الأمريكان أم نخاصمهم؟!
فعندما يقول علم الأمريكان مثلاً أن النبيذ الأحمر يوسع شرايين القلب يصرخ السلفيون.. الكفرة الزنادقة.. دعاة الإباحية، وعندما يخرج فيليبس بتقليعة كسب قبلها وبدونها 22 ميدالية ولم يقل أحد إن هذه الميداليات كانت بسبب أنه مسيحى أو بسبب كأس النبيذ الذى يتناوله أو بسبب أنه على علاقة حب مع امرأة خنثى! ولكنهم قالوا إنها بسبب جهده وعرقه، عندما يخرج علينا هذا السباح ببقعه البنفسجية نعتبرها غزوة الحجامة، ونعدها فتحاً مبيناً لأمريكا المؤمنة التقية، إخوانى السلفيون الحضارة باكيدج على بعضه يا تاخده وتشيله كله يا بلاش، الحضارة مش شادر خضار بتنقى منه حضرتك الفجل الورور والخيار الصابح! وأسباب هذه الحضارة اللى لازم ناخد بها هى العقل والعلم فى دراسة كل ما هو أرضى وحياتى ودنيوى، لذلك أنا حزين عليك أخى المسلم حين أراك تتسول كارت اعتراف بدينك من سباح عامل حجامة أو لاعبة فولى بول لابسة كارينا!!
نقلا عن الوطن