بقلم / اشرف ونيس
واحدة من ضمن سبل الراحة و الحصول على السعادة فى الحياة هو ممارسة عنصر المحبة قبل استعمالنا لعنصر المودة فى تعاملنا مع الغير ، و قد نخطئ اذا بدى لنا ان مفهوم المحبة لا يختلف كثيرا عن معنى المودة ، فشتان الفرق بين الاثنين ، و ما اكبر الهوة الفاصلة بين هاتين الكلمتين ؛ المحبة و المودة
.
فالمحبة هى العطاء دون النظر الى المقابل ، اما المودة فهى إجزال الخير للغير فى انتظار المعاملة بالمِثل .
المحبة هى ذلك الشئ المتجرد من تقاليد و عادات المجتمع و اعرافه ، بينما المودة هى احدى اوجه الممارسات المتعارف و المتفق عليها من خلال ثقافات البشر المختلفة كلٍ فى محيطه .
المحبة هى كائن حى يولد من رحم قلوبنا ثم سرعان ما ينمو بأفئدتنا و افئدة الاخرين ، اما المودة فهى وليد النظام و الواجب وما ينبغى فعله و ما لا يجب عمله .
المحبة هى القوة التى تزداد كلما تقدم بها الزمن و مرت بها الايام ، بينما المودة سرعان ما تضعف و تشيخ فتهوى بها السنون لتموت و تُقبر فى لحد زكرياتنا .
المحبة هى شمسا تشع بالضياء بين ظلمة الانفس ، بينما تبقى المودة ارضا معتمة تستمد نورها من تلك المحبة .
المحبة هى ملاذ للروح و امان للنفس و راحة للجسد ، اما المودة فهى ستظل اشباه ظلال و بقايا خيال لعظمة و ثناء المحبة .
المحبة هى الاصل والنبع لكل خير و شبع ، بينما تظل المودة كائن صغير يقتات من فتات سمو المحبة .
المحبة هى مصدر كل الفضائل و الخلفية التى تستتر وراء كل القيم ، بينما تبقى المودة المرآة العاكسة للنذر اليسير من هذه المحبة .
انها المحبة ؛ البحر العميق و الجبل الشامخ و السماء الصافية و المحيط الهائل الذى يحوى بداخله نبل الامانة و براءة الصداقة و رباط الاخوة و شتات المودة .... المحبة .