إعداد / نجيب محفوظ نجيب.
تصوير / هانى ساويرس.
أرادت أن تتحدى نفسها. درست و بحثت حتى حققت لنفسها ما لم تستطع ان تحققه لها نصائح الأطباء. إنها الصيدلانية التى تركت مهنة الصيدلة لكى تصبح واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في مجال التغذية. إنها الدكتورة رنا عامر أخصائية التغذية..
إنها ابنة مدرسة
"La Mère de Dieu "
التى أحبت اللغة العربية و تفوقت فيها منذ أن كانت صغيرة، و الفضل في هذا يرجع إلى والدتها السورية الأصل. كانت تحب كتابة مواضيع التعبير لكى توصل فكرة أو إحساس.
و عندما تركت مدرسة
"La Mère de Dieu "
لكى تدرس
IGCSE : The International General Certificate of Secondary Education
حصلت على أعلى الدرجات و كان ترتيبها الأولى على مصر فى اللغة العربية، و جامعة
Cambridge
كانت قد كرمتها بشهادة تقدير لتفوقها في اللغة العربية. كان الإمتحان عبارة عن نحو و موضوع تعبير فكتبت قصة قصيرة عن حياة طفل
" عندما تركت مدرسة
"La Mère de Dieu"
لكى تدرس IGCSE : The International General Certificate of Secondary Education
" تعبت جدا لأن الانتقال من الدراسة باللغة الفرنسية إلى الدراسة باللغة الإنجليزية كان صعب جدا بالنسبة لي فى البداية بالرغم من تفوقى فى اللغة الإنجليزية لكن الدراسة باللغة الإنجليزية مع وجود مصطلحات علمية هو أمر أو موضوع بيبقى مختلف تماما. قعدت فترة مش عارفة أذاكر مش فاهمة حاجة. أول سنة بالنسبة لي كانت كابوس و قولت أنا إيه اللى عملته في نفسى ده انا ضيعت نفسى أنا مش عارفة اتصرف. قعدت السنة كلها با اترجم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الفرنسية علشان أعرف أذاكر. و دي بالنسبة لي كانت حاجة صعبة. لحد لما أتعودت. دلوقتى أنا أصلا ما بقيتش أعرف أذاكر مادة علمية باللغة الفرنسية لازم باللغة الإنجليزية. و أنا النهارده دخلت بنتى مدرسة فرنسي علشان الذكريات و القيمة اللى أنا فضلت مقدراها لحد دلوقت " تتذكر رنا عامر
و نظرا لأنها كانت متفوقة علميا فقد حصلت على مجموع كبير فى ال
IGCSE
أهلها للالتحاق بكلية الصيدلة التى كانت تحلم بالدراسة بها منذ أن كانت طفلة صغيرة.
بدأت تعمل كصيدلانية فى إحدى الصيدليات لأقل من عام ثم انتقلت للعمل مندوبة أدوية
Medical Representative
فى شركة مصرية ثم شركة متعددة الجنسيات لمدة عام و نصف إلى أن ولدت طفلتها الأولى حينئذ قررت ان تقدم استقالتها و تترك العمل في مجال الصيدلة.
" " بصراحة لما جت بنتى الأولى حبى ليها كان أقوى من حبى للعمل. لم أعد أستطع أن اوفق و أكمل فى العمل. لم أعد قادرة. عايزة أعيش الأمومة. عايزة أتبسط ببنتى أحس بيها أشوفها أهتم بيها بنفسى. تركت الشركة و هذا كان أمرا صعبا للغاية بالنسبة لي لأننى أحب مجال الصيدلة حتى الآن. و تعبت فيه كثيرا و واجهت فيه صعوبات و تحديات كثيرة استطعت بفضل توفيق ربنا و ارادتى و عزيمتى أن أنا اتخطاها. لكن هذا الحب الآن لا يصل إلى درجة الشغف التى تجعلنى أضحى و أترك بنتى و أسرتي " تؤكد رنا.
طوال فترة الحمل كان قد زاد وزنها نتيجة سوء التغذية فلم تكن تأكل أكلا صحيا ، حتى وصلت إلى 40 كيلو زيادة في الوزن. و بعد أن ولدت أرادت أن تعود إلى ما كانت عليه، فبدأت تعمل رجيم مع بعض الأطباء و لكنه لم يأت بأي نتيجة معها. فبدأت تقرأ و تبحث بنفسها لكى تكون و تبنى لنفسها معرفة خاصة لكى تستطيع أن تساعد نفسها، حتى استطاعت بفضل ربنا و إرادتها و عزيمتها أن تنقص الوزن الزائد 40 كيلو فى سنة واحدة فقط. كل أصدقائها لم يتخيلو أو يتوقعوا أنها سوف تعود كما كانت. و عندما حدث بدأوا يسألونها ماذا فعلتى. فكان بيبقى لديها شغف أنها توصل لهم رحلتها بالتفصيل ماذا حدث و ما المشاعر التى مرت بها و إيه العقبات اللى وقعت فيها و إيه الحاجات اللى واجهتها و كل حاجة. وجدت نفسها سعيدة و هي تجيب على أسئلة الناس و هى تفعل هذا أى تحكى ماذا حدث. ففكرت فى تأسيس جروب على الفيس بوك لكى تحكى تجربتها الشخصية و دى كانت بداية فكرة جروب
Lean Queen
أسسته رنا عامر منذ أكثر من سنتين. التى
" الفكرة بدأت انفذها أن أسس جروب فى نفس اليوم اللي كنت با ادور أو با ابحث فيه عن دراسة شهادة معتمدة ادرسها يكون لها علاقة بالتغذية. لم أكن أحب أن انقل الخبرة بناء على تجربة شخصية لأننى أعرف و أدرك أن جسم كل شخص يختلف عن الآخر. فحبيت انقل الخبرة عن تجربة شخصية و عن دراسة علمية. فدرست online دبلومة لمدة سنة كاملة في Institute for Integrative Nutrition و هى جامعة كبيرة توجد فى ولاية نيويورك فى الولايات المتحدة الأمريكية. و أنا الآن أدرس و أحضر الماجستير و الدكتوراه فى التغذية فى جامعة Chester University فى لندن. و بالرغم من ان الدراسة في وجود طفلتين هو أمرا صعبا و شبه مستحيل، و لكننى استمر فيها لوجود الشغف. فما ادرسه أرجع أعطيه للمجتمع مرة أخرى في ال
Groupes و فى ال platforms
اللى أنا موجودة عليها.
الجروب مقفول حصريا للنساء فقط لأنه مثل البيت حاجة خصوصية. أنا ال
Admin
و معايا فريق
Moderators
بينسقوا معايا كل حاجة الصراحة. و من خلال الجروب استطعت أحقق احلامى أن أنا أستطعت أغير حياة
أشخاص كتير لا أعرفهم على المستوى الشخصى لحد النهاردة بيدعوا لى و هما السبب في المكان اللى انا وصلت له أو المرحلة اللى وصلت لها دلوقت. هذا إلى جانب تعبى و شغلى و دعم أسرتي لى و دعم الناس اللي بتحبني سواء يعرفونى أو ما يعرفونيش كل ده كان
Factors
اللى بتساعدنى و تدينى الثقة في نفسى علشان أقدر استمر و أكمل. جروب
Lean Queen
بيشترك فيه حاليا حوالى 200 ألف عضو، كلهم بيعرفونى و هما بيحترموا بعض و بيدعموا و بيشجعوا بعض. " تشرح رنا أخصائية التغذية.
حسابها الشخصى على موقع الانستجرام كان يوجد به حوالي 2000 متابع، و ما أن فتحته لعموم الناس و بدأت تنشر عليه حاجات ليها علاقة بالتغذية و وصفات و أطباق و صورتها الشخصية حتى وصل عدد المتابعين لها إلى 10 آلاف شخص، و بعد أقل من عامين من العمل الجاد و التواجد في المؤتمرات و التواجد الإعلامى وصل عدد المتابعين لها إلى 850 ألف شخص.
"الانستجرام أثر فى و غير فى شخصيتى لأنه بحر و عالم مفتوح، فجروب ال"
Facebook
هو جروب مقفول و بابقى عارفة مين اللى بيكلمنى و حدش بيضايقنى لأن أعضاء الجروب بنختارهم باهتمام و بدقة شديدة جدا، لكن الانستجرام بحر او عالم مفتوح. إن أنا أبقى موجودة بشكل يومى على الانستجرام ده بيحتاج عمل و مجهودك صعب و كبير. و إن أنا أوصل لمحبة الناس و ثقتهم فى ده بيجعلنى أفضل أحافظ على محبة و ثقة الناس فى و بيضع على مسئولية كبيرة. و إن أى معلومة أقولها لازم أبقى أو أكون متأكدة منها قبل ما أقولها لأن فيه ناس كثير بتسمعنى و بتثق فى كلامى. مسئولية كبيرة بتتطلب مجهود شاق أن أنا أبقى متواجدة بصفة مستمرة على وسائل التواصل الإجتماعي " تتحدث بفخر رنا.
حصلت على رخصة من موقع الانستجرام تثبت و تؤكد أنها شخصية مؤثرة، و لهذا السبب اهتمت وسائل الإعلام أن تتواصل معها، فهى قد أجرت أحاديث مع بعض الصحف و الإذاعات و القنوات الفضائية فى مصر و فى دولة الإمارات العربية فى دبى و أبو ظبي.
و كانت هذه خطوة هامة جدا أثرت في حياتها و جعلتها تشعر أنها تخاطب شريحة كبيرة جدا من الجماهير التي تشاهد التلفزيون و لا تتابع وسائل التواصل الإجتماعي.
أما عن الحياة الصحية عامة فهى كأخصائية تغذية
Nutrition
و كمدربة صحة Health Coachin
ترى أن الحياة الصحية للإنسان تبدأ من الطفل و الإهتمام بتغذيته تغذية سليمة أى أكل صحى و بعدد ساعات نومه و بحالته النفسية و علاقته بأصدقاءه.
فالأهل يجب أن يساعدوا الطفل على تكوين علاقات مع أصدقائه و على بناء شخصيته و هذا ينتج طفل صحى يستطيع أن يبنى أو يكون نفسه و يواجه تحدياته عندما يكبر.
فالإنسان عندما يكون لديه رسالة و يجد دعما و تشجيعا من المحيطين به لايمانهم به و ثقتهم فيه فإن هذا بالتأكيد يجعله يستمر و يكمل نشر رسالته بشكل مؤثر و فعال و قوى.