د. نجيب جبرائيل

مريم اول من  عانت من انتهاكات حقوق الانسان
 
لعل المتامل في مسيرة حياة العذراء مريم يجد انها المراه التي عانت من انتهاكات حقوق الانسان بمفهومها الواسع فهي تيتمت وهي طفله صغيره وهي ايضا عندما كبرت وحبلت من السيد المسيح بعد ان بشرها الملاك جبرائيل بحبلها من غير زرع بشرع اخفت سرها حتي لا يرجمها اليهود بحسب شريعتهم وهي التي ايضا اختير يوسف النجار خطيبا لها وهو رجل عجوز ليحميها وهي راضية بذلك وهي التي قبلت ان تولد المسيح في مزود بقر وماشيه  ذو رائحة البهائم  وهي التي ايضا اجبرت علي ان تهجر قسريا الي ارض مصر بسبب محاولة هيرودس قتل الطفل الرضيع السيد المسيح هي التي جاءت الي ارض مصر عبر الجبال والرمال والصحراء والدروب الوعرة اذ لم تكن هناك مواصلات وهي التي لم تجد راحه في تنقلها في مصر اذ ان مصر كانت عبادتها الوثنيه فعانت العذراء مشوار طويل من سيناء الي الدلتا الي المطريه الي مصر القديمه الي وادي النطرون الي المعادي ومن عبر النيل الي جبل الطير والمنيا ثم استقر بها الحال في دير المحرق وعانت العذراء مريم نفس المعاناة في رحلة رجعوها من ارض مصر الي فلسطين ولم تكتف انتهاكات حقوق الانسان لها عند هذا الحد بل ذاقت المر في رحلة صلب ابنها المسيح واحشائها تتقطع وهي تنظر ابنها  يضرب ويطعن ويهان ويبصق علي وجهه 
 
حقا اننا اذا كنا اليوم نحتفل بصوم العذراء الذي يحبها المسلمون والمسيحيون علي السواء نتذكر ان هذه السيدة عانت وتحملت من انتهاكات حقوق الانسان ما لم يتحمله بشر
 
ولكن في ذات الوقت لعلنا ببساطه شديده لم نشعر  ابدا باي خطر علي مياه النيل. رغم تعنت الاثيوبين وايضا ان  تضار مصر ابدا باي وباء كما اضيرت بلدان كثيره لان العائلة المقدسة قد شربت من مياه النيل وباركت كل مكان من ارض مصر