( بقلم / أشرف ونيس شلبى )  .
بنظرة تأملية الى الاحقاب الغابرة و التاريخ العتيق ، الحياة السالفة والعصور التليدة ، مرورا بالانسان المعاصر و ازمنة حداثته ،  سنوات منصرمة و اجيال متعاقبة ، تأتى ثم تتوارى مع مرور الزمن ، بشر تولد لتموت ، واخرى تحيا ثم لم تلبث ان تبقى لتزول ، ينتهى الانسان و يُقبَر فى مكان لحده و تقبر معه زكرياته و ظروفه ، سعادته و صروفه  ،  كل شئ يبدأ لينتهى و ربما ينتهى قبل ان يبدأ ، انه الانسان الراحل بل المستقبل الزائل  !

وليس فقط رحيل الانسان هو سمة الدهور  و علامة الزمن بل ايضا طموح ذلك الانسان و احلامه  ،  يأسه و رجائه  ، سيرته العطرة و تاريخه الدنس  ،  كل شئ يمضى بل كل مستقبل يأتى عليه وقتا ليصبح ماضيا  !!!!!

  وليس سيرة الانسان هى الباقية كما يدعون بل ان النسيان هو العامل المشترك و القاسم الاوحد الذى يوحد عقول كل بنى البشر  ،  كل شئ لابد ان ينحنى خضوعا لذلك الناموس ،  الاشخاص واعمالهم  ــ  الحسن منها والرديء  ــ  لابد ان يطويها النسيان ،  وقد يحدث ذلك رغباً من البشر او رغماً عنهم  ،  حتى انجازاتهم تولد ثم سرعان ما تموت لتظهر اخرى أحدث  ،  ثم سرعان ما يصبح الاحدث منها اقدم ليندثر مع مرور الزمن و يظهر احدث منه  ..... وهكذا دواليك  ،  الى ان يأتى الوقت لينتهى فيه الزمن و ينتهى معه تاريخ البشر و يفنى كل شئ  .  انه الزمن  !  و انه الانسان  !!!!!