حققت الجامعات التركية نقلة نوعية في النهضة التعليمية على مدى العقدين الأخيريين، حتى غدت قادرة على منافسة نظيراتها العالمية واستقطاب الطلاب من مختلف بلدان العالم، بفضل سياستها التعليمية الناجحة واعتمادها على اتباع أحدث أساليب وطرق التدريس وتزويد الجامعات بوحدات البحوث والدراسات والمختبرات الحديثة.

تصنيف عالمي
وربما لغة الأرقام هي المسعف في هذا المضمار، حيث ارتفع عدد الجامعات في تركيا من 76 عام 2002 إلى 207 جامعات حتى نهاية عام 2020، في حين تخطط تركيا لأن تكون هناك 500 جامعة على أراضيها، بحلول عام 2023 ضمن رؤيتها الضخمة.

وكل ذلك يرجع لتركيز الحكومة التركية على زيادة الميزانية المخصصة لقطاع التعليم، حيث وصلت إلى أكثر من 256 مليار ليرة تركية عام 2020.

واليوم تحجز الجامعات التركية مقعداً متقدماً ضمن التصنيفات العالمية، إذ دخلت 4 جامعات تركية، في تصنيف أفضل الجامعات حول العالم، بحسب تقرير لمؤسسة "تايمز" للتعليم العالي (THE)، الذي يعتمد في تصنيفه على التعليم، والبحث العلمي، وتبادل المعرفة وسمعتها العالمية.

وحسب مؤسسة "تايمز" للتعليم العالي، جاءت جامعة "صابنجي- Sabancı" التي تتخذ من ولاية إسطنبول مركزاً لها، في المرتبة 44 عالمياً، فيما جاءت في المرتبة 51، جامعة "كوتش- Koç" التي تقع في ولاية إسطنبول، أما في المرتبة 86 فجاءت جامعة "تشانقايا - Çankaya"، الواقعة في العاصمة أنقرة، بينما حصدت جامعة "بيل كينت- Bilkent" المرتبة 89 عالمياً، ومقرها العاصمة أنقرة أيضاً، بحسب تقرير لوكالة أنباء تركيا.

وتحتل تركيا حالياً المرتبة الأولى فيما يتعلق بسهولة الالتحاق بالجامعات في أوروبا، حيث تتحرر جامعاتها من التعقيدات القانونية للتسجيل وقبول الطلاب الأجانب مقارنةً مع غيرها من الدول، كالحصول على الإقامة أو القبول الجامعي.

اعتراف دولي
وتتميز كل من الجامعات الحكومية والخاصة في تركيا بجودة التعليم، ووجود هيئة تدريسية عالية الكفاءة على جانب حجم الإنجاز الأكاديمي ومُخرجات البحث العلمي للجامعات.

وتعد الشهادات الممنوحة من الجامعات التركية معترف بها في جميع أنحاء العالم، حيث تزداد كل عام نسبة إقبال الطلاب الأجانب للدراسة في تركيا، نظراً لانفتاح الجامعات على اللغات الأجنبية كالعربية والإنجليزية، إذ تشير الأرقام إلى وجود 180 ألف طالب يقيمون بتركيا بقصد الدراسة، ويتوزعون على أغلب الولايات.

وتعتبر تركيا بلداً مناسبا للدراسة من ناحية التكاليف السنوية للطالب، وتوافر السكن الطلابي المزود بخدمات طعام وأمن، ومساكن للطلبة منفصلة بحسب الجنس، مما يعطي سهماً تشجيعياً للأهالي لإرسال أولادهم للدراسة في تركيا، وتحصيل الشهادات العلمية في الاختصاص الذي يرغبون به.

جامعات حكومية وخاصة
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجامعات الحكومية تعتمد نظام المفاضلة لقبول الطلاب الأجانب، وتشترط على الطلاب كذلك امتحان قدرات للتسجيل فيها، وهو ما يسمى باختبار الـ"yos"، فيما لا تشترط الجامعات الخاصة مفاضلة لقبول طلابها، وإنما تقبل الطالب عادةً بمجرد حصوله على الشهادة الثانوية، واختبار بسيط باللغة الإنجليزية، وهو ما يكسر حاجز اللغة الذي يقف في وجه بعض الطلاب الأجانب.

أما بما يخص الرسوم، فتعتبر رسوم الدراسة بالجامعات الحكومية رمزية مقارنة بالجامعات الخاصة التي تتيح للطالب دراسة الاختصاص الذي يحب.

وتطبق الجامعات التركية مبدأ (الحلول المتزامنة المتعددة الخلاقة) بهدف حل المشكلات التي تواجهها مستقبلاً، ولتحقيق عدة أهداف محلية وقومية وثقافية وعلمية، بما يسهم في تحسين أداء الجامعة ويزيد في تصنيفها ويوفر ميزات جديدة لزيادة نسبة الإقبال عليها من الطلاب الأجانب.

ويمكن أن نختم بالقول: إن الجامعات التركية تسير بشكل دائم في اتجاه تطوير أساليبها التعليمية، وتحقيق تقدم في تصنيفها العالمي، ولا سيما في ظل مراقبة وإدارة التعليم العالي في الجامعات من قبل مجلس التعليم العالي التركي (YÖK).

ويمكن لـ "منصة الدراسة" وهي إحدى مجموعة امتلاك، أن تقدم لكم أفضل الخدمات الدراسية للطلاب الأجانب والعرب الراغبين في متابعة الدراسة في تركيا، حيث تحرص المنصة على وضع كل الخبرات المتعلقة بمجال التعليم والدراسة بين أيدي الطلاب، بما يسهل عليهم الطريق ويمنحهم حياة دراسية دون تعقيدات.