بقلم : طارق الشناوى

 لم تكن المرة الأولى، ومؤكد ليست الأخيرة، التى يشعل فيها عمر الشريف جونيور (الميديا) وهو يتباهى بمثليته الجنسية، وأضاف هذه المرة صورته منتفخ البطن قائلًا: (أنا حامل)، ثم لقطة لأبيه طارق وهو طفل فى صورة جمعته مع والديه فاتن وعمر، وكأنه يريد للجميع تذكر جديه، ولم ينس أيضًا الإشارة إلى من يسألونه عن والد الطفل، فأكد أنه نانسى عجرم، وأذاع مقطعًا من أغنية نانسى (آه ونص)، لقطات منفرة تصدمنا، ولكن هل يؤدى ذلك إلى أن تنفر وتكره فاتن وعمر أو أن تفقد احترامك لتاريخهما؟

 
ما أقرؤه من تعليقات تنتهى إلى تلك الجملة، أن (جونيور) يخصم من رصيد جديه، وأن الحفيد هو النقطة السوداء فى تاريخ العائلة المرصع بأهم الإبداعات السينمائية فى تاريخنا الفنى.
 
هل هو حقًا يسىء إلى فاتن وعمر أم إلى نفسه؟ وما هو ذنب جديه؟ فهو يحمل مصيره فوق كتفيه، جونيور ينتمى إلى ثقافة وفكر ومجتمع آخر، ولهذا فهو لا يطل على الأمور بنفس وجهة نظرنا، رغم أن المثلية الجنسية حتى أوروبيًا وأمريكيًا فى قطاع من المجتمع لا تُقابل بترحيب أو حتى سماح مطلق، إلا أنها فى كل الأحوال لا تصل لمرحلة الإدانة، بل صار مستهجنًا استخدام تعبير شذوذ ولكن مثلية، كما لم تعد من الناحية العلمية مرضًا يستوجب العلاج، كما كان يحدث فى الماضى، فارق شاسع فى ثقافة المجتمعات، حفيد عمر واضح أنه لا يعيش إلا فى ظل هذا الصخب، الذى يتعمد إثارته على مواقع التواصل، فهو يدرك تمامًا أن المجتمع العربى يُستفز من نشر تلك الصور، ولهذا لا يتوقف عن بثها والإلحاح عليها، بل والإضافة إليها.
 
فاتن حمامة استطاعت أن تشغل مساحة استثنائية فى الوجدان العربى، بعد أن انتزعت مكانة خاصة فى البيت، فهى دراميًا كانت تنتقى أغلب أدوارها التى تحمل قيمًا أخلاقية إيجابية، حطمت الخط الفاصل فى الجزء الأكبر من أفلامها بين الفنان والصورة الذهنية التى تسعى لإيصالها للجمهور، على عكس مثلًا سعاد حسنى التى بدأت رحلتها بعد نحو عشر سنوات من حضور فاتن، إلا أن مساحة الاختيار لديها أكثر مرونة وبلا محاذير فتنوعت أدوارها، ولم تؤرقها كثيرًا صورتها الذهنية، ولهذا وصفتها فاتن بأنها الأجرأ.
 
حضور فاتن فى جزء منه قائم على الاحترام للإنسانة فاتن وليس فقط الفنانة، ولا أظن أنها ستفقد من رصيدها شيئًا، وهو ما ينطبق أيضًا على عمر الشريف الذى غفرت له الجماهير حتى شطحاته المتعددة، وكأنها جزء من ملامحه التى نتعرف عليه من خلالها.
 
الحفيد على عكس أبيه طارق لا يعنيه سوى الحضور الإعلامى، بينما طارق أغلق كل الجسور، ويوم رحيل عمر الشريف كتب فقط العزاء على صفحته، ثم أغلق تمامًا كل إمكانية للتواصل معه.
 
مساحة حبى وتقديرى لتاريخ ومشوار عمر الشريف وفاتن حمامة لا يمكن أن تؤثر عليها تلك الزوابع التى لا يكف عن إثارتها الحفيد، ولا أستبعد أن يخرج علينا بعد قليل ليؤكد أن والد طفله الثانى هى هيفاء وهبى ويقدم جزءًا من أغنية (بوس الواوا)!!.
نقلا عن المصرى اليوم