كتب – روماني صبري
وصف المتحدث باسم حركة "طالبان" سهيل شاهين تركيا بأنها شريك رئيس في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب، وأضاف شاهين أن الحركة تعول على التعاون مع تركيا في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وإعادة إعمار البنى التحتية التي تعرضت للدمار جراء الحرب،من جانبه رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما اعتبرها مواقف معتدلة من الحركة، مجددا استعداده للقاء قادة الحركة في تركيا، وفي سياق آخر أكد الرئيس التركي استمرار مساعي تولي القوات التركية تأمين مطار كابل، مشيرا إلى وجود محادثات بهذا الخصوص مع جميع الأطراف المعني، فهل يكون تأمين مطار كابل طريق تركيا لتعزيز نفوذها في أفغانستان؟، وما مخاوف الجهات المتوجسة من النوايا التركية في المنطقة؟.
أنقرة تبحث عن مصالحها
هل أنقرة مقتنعة فعلا بوجود تحول حقيقي في خطاب حركة "طالبان"، وردا على هذا السؤال قال باكير أتاجان/ كاتب ومحلل سياسي :" لا اعتقد ذلك، لماذا؟ لان الوقت لازال مبكرا على ان نقول بان أنقرة تتوقع بان تشهد أفغانستان حكومة معتدلة وأمن واستقرار بهذه السهولة.
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، ولكن انقره تريد ان تكون هي الوساطة لنشر الأمن والاستقرار في أفغانستان وخاصة لحماية مصالحها، إذا أخدنا بعين الاعتبار أفغانستان بالنسبة لتركيا مهمة جدا جدا لموقعها الجغرافي، وثمة نقطة هامة جدا فهناك "طريق الحرير"، فيما يخص الناحية التجارية والاقتصادية.
مشيرا :" ثالثا يجب ألا ننسى انه في حال وجود حكومة إرهابية في أفغانستان أو متطرفة سوف تضر بالدرجة الأولى مصالح تركيا في المنطقة.
تحدث الرئيس التركي رجب اردوغان ورحب بما اعتبره مواقف معتدلة من حركة طالبان؟، ما المقصود هنا؟، وأجاب باكير أتاجان/ الكاتب والمحلل السياسي بقوله :" هو يقصد أولا ان أهم شيء ألا تكون حكومة طالبان متطرفة كما كانت أول حكومة لها، حيث كانت الحركة تنطق بتصريحات خطيرة جدا.
وزعم :" حقوق الديمقراطية وحقوق المرأة والحرية كل هذه مهمة لتركيا لان أي علاقة جدية مع الحكومة الجديدة إذا كانت معتدلة وترعى هذه الشروط فسوف تكون لصالح تركيا وشعبها.
هدفه نشر الإرهاب
ما الذي يفسر مخاوف بعض الجهات الدولية من التقارب المحتمل بين حكومة اردوغان وحركة طالبان؟، وشدد نزار جليدي الكاتب والمحلل السياسي :" في حقيقة الأمر نعم هناك توجس حقيقي لان نظام اردوغان في كل مرة يريد ان يرتدي جبة خليفة المسلمين.
مستطردا :" إذا ما وجد الإسلام السياسي فان له موضع قدم، كما حصل في تونس وحاول في مصر وفي المغرب وفي السودان.
مشيرا :"وعندما توجد حركة إسلامية راديكالية كطالبان، فانه يذهب ويهرع إلى هناك لأنه يخدم أجندة معينة وهي الأجندة الأمريكية التي تتحول بجغرافيا الإرهاب في العالم وجغرافيا الراديكالية .
مشددا :" اردوغان يؤسس لمشروع "اعصار 2" بعد ان فشلت حركة طالبان منذ 25 سنة، الآن الأمريكان يوزعون جغرافيا جديدة لهذه الجماعات الإرهابية، وطبعا ليس يوجد إلا بندقية واحدة مأجورة اسمها نظام اردوغان.
لافتا :" تماما مثل ما فعل في سوريا وفي ليبيا والآن يريدون له ان يلعب دور بجبة خليفة المسلمين، اردوغان يذهب إلى أفغانستان ويثير مخاوف العالم لأنه أينما حل إلى دولة عرف الخوف العالم كونه ذهب إلى ليبيا فدمرها ودمر ما حولها من منطقة كما دمر سوريا.