حمدي رزق
يسعدك، ويفرح قلبك، تقرير البنك المركزى الأخير، يشير التقرير إلى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال أول (١١ شهرًا من السنة المالية الجارية ٢٠٢١/2020) سجلت ارتفاعًا بنحو (3.3 مليار دولار)، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى (٢٠٢٠/2019 بنسبة زيادة ١٣٪).
ونحن لهم من الشاكرين، شبابنا فى الخارج عند حسن الظن، يجتهدون بشرف، ويكدحون بعرق، ويحولون إلى مصر حصاد شقاهم، حولوا فى عام واحد نحو (28.5 مليار دولار مقابل نحو 25.5 مليار دولار خلال ذات الفترة من العام المالى السابق عليه.
فيهم الخير، ومَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَم الخَيْرُ، بيان البنك المركزى يستأهل توقفًا وتبينًا، توقفًا أمام جهد شبابنا الذى يكد ويعرق ويتعب ويتحمل أهوال الغربة وآلام الفراق، عينه وقلبه على بلده الذى يسكنه أهله ويسكن فؤاده، مصر تعيش فينا.
وتحية مستحقة لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، من لم يجرّب الغربة قعودًا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد، الغربة وما أدراك ما الغربة، ثقيلة الوطأة على النفس، صعيبة الغربة، أعوام فى الغربة تجعلك تتمنى يومًا فى حضن الوطن..
الحمد لله عادت التحويلات إلى سياقها الطبيعى، كم نحن فى أمسّ الحاجة إلى هذه التحويلات التى تعد مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، هل من مزيد؟!
ارتفاع أرقام التحويلات بما يزيد على ثلاثة مليارات قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء، تؤشر على إحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية لحجب التحويلات الدولارية من الخارج.
وتبينًا لحجم المؤامرة الإخوانية على التحويلات الدولارية من الخارج، كانت مؤامرة جد خطيرة، سماسرة الإرهابية ووسطاؤها فى الخارج، خاصة فى منطقة الخليج العربى، قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تحويلات المصريين، كانوا يشترون الدولارات من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى قبل التعويم.
لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، فقط لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج، وتجفيف السيولة فى الداخل، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق من لا يخشى الفقر.
وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، وعادت التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى، ويلزم الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظريهم لحظة.
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يحدثون فارقًا، هؤلاء أولى بالرعاية والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم فى كل المناسبات الوطنية تحمل تقديرًا وعرفانًا، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم.
نقلا عن المصرى اليوم