( بقلم / أشرف ونيس شلبى ) .
تلك هى الكلمات التى تحتل صدارة حياة المخلوق فى علاقته بالخالق ، تغازل العقل أحيانا ، وتستوطن الذهن أحيانا أخرى .
لها جذور ناشبة فى قلوب البشر .
تحتل أولى المراكز فى استخدامها لأحد أهم أعضاء جسم الانسان ألا وهو اللسان .
لها علاقة طردية من حيث شدتها و قوتها فى علاقة الإنسان بالله ، فهى تزداد كلما اقترب العبد من ربه ، كما انها تقل آخذة فى ذلك علاقة عكسية من نوع ما ، وذلك كلما تلاهى الناس فى دنياهم بعيدا عن باريهم وجابلهم .
اعتبرها البعض عنوانا للالغاز والأسئلة المستعصية الاجابة ، والبعض الآخر استخدمها كوسيلة لاستعلان واستعراض مجد الله على الأرض بين خلائقه .
ما من عاقل إلا وتلفظ بتلك الكلمات الثلاث ، أحيانا تشغل مركز الاستفهام لدى البعض ، كما تشغل احيانا اخرى حيز الاستنكار لدى البعض الآخر .
تارة تخرج من أفواه البعض وهى مغلفة بعبارات الحمد والتسليم ، وتارة أخرى تخرج وهى ممتزجة بشئ من عدم الرضا والتذمر .
لها صوت مسموع من الناس عندما تربط بين المخ فالعقل فاعصاب اللسان فتخرج مسموعة من الآخرين ، كما أن ايضا لها صوت خفى غير مسموع من قبل البعض الاخر ، عندما تربط بين المخ فالعقل متمركزة فى حنايا القلب وسجاياه ، لا نسمعها منهم بل تترد داخل كيان البشر و افئدتهم .
قد تصحب معها إجابات فورية معينة فتشفى غليل الفضول البشرى ، وقد يكون اصطحابها للاجابة فى هزيع رابع من الليل ، فيعيش سائلها فى بوتقة من نار ، مستندا على إيمانه بمن هو الأول و الاخر - الله .
كثيرة هى الملاحظات على تلك الكلمات الثلاث والتى لها الكثير من ألوان الصدى على مسامع البشر ، يعتبرها البعض تجديف ، واخرون يحسبونها حق مكتسب إنسانيا فى علاقة الإنسان ايمانيا بالله . قد نشعر بالخجل من بعض الناس عند النطق بها ، وقد نعلنها جهارا عندما يضيق بنا ذرعا ، ويفشل الصدر فى اتساعه لقبول منحنيات الحياة وعدم استقامة دروبها ، انها كلمات ثلاث بها قليل الحروف ، لكنها قد تحوى محور حياة الكثيرين و الكثيرات فى ازمنة شتى : لماذا ؟ متى ؟ كيف ؟