كتب: محرر الاقباط متحدون 
قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الافتصاد السياسي والعلاقات الدولية: إنه من يتابع القوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، كمؤسسة عسكرية محترفة، يدرك سريعا أن التطور السريع واللافت فيها يرجع إلي عامل مهم جدا ورئيسي وهو إدراك القيادة السياسية والعسكرية مبكرا أن الإستثمار في البشر أهم عوامل النجاح للجيش الإماراتي، وأنه جوهر التطوير وغايته، ويري أن الإصرار علي التنمية البشرية للجيش الإماراتي فتح له أبواب الإحتراف العسكري.
 
وأضاف أن الإدارة الرشيدة للدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظهم الله جميعا - يوجهون دائما بأن الإستثمار في البشر هو أهم الإنجازات كسياسة متبعة بالبلد منذ عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتمثل ذلك في التركيز علي التعليم والتدريب والتمكين والتخطيط الإستراتيجي والتطوير وإعلاء المبادئ العسكرية العالمية المحترفة فضلا عن الشفافية والمساءلة ومواكبة تطورات العصر الحديث في كل المجالات العسكرية، ما أوصل الجيش الإماراتي إلي الصفوف الأولي علي مستوي العالم وأحد الجيوش الرائدة في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
 
وأشار مستشار المركز العربي للدراسات إلي أنه منذ توحيد القوات المسلحة، حرص القادة المؤسسون علي قوة الدولة وتعزيز ركائزها وتواصل مسيرة البناء والتطور والنهضة، وحازت القوات المسلحة الإماراتية، علي إشادة وإعجاب الكثير من المؤسسات الدولية المعنية بالمجالات العسكرية لدورها البارز في تحقيق الإستقرار بالمنطقة ومواجهة التوترات الجيوسياسية، والشبكات الإرهابية والمتطرفة العنيفة والمساهمة في تحقيق الإستقرار في الملفات الإقليمية الملتهبة كاليمن وليبيا.
 
وقال : بناء علي سياسة الإستثمار في البشر، أصبح المقاتل الإماراتي يتميز بالإحتراف العسكري والتكتيكات واجادة جميع مجالات القتال متسلحا بالتنظيم والتكنولوجيا والقدرات العالية، حيث وفرت القيادة للقوات المسلحة الإمكانات المادية والرعاية المعنوية ما جعلها تخطو خطوات كبيرة لتتحول في سنوات قليلة إلى جيش قوي ومتكامل وفق المعايير الدولية مسلح بأحدث الأسلحة والتجهيزات وقادر على حمل أمانة المسؤولية وشرفها وبقيت رايته مرفوعة خفاقة بما يملكه أبناؤها من مهارات وكفاءات وقدرات وما يسطرونه من إنجازات في المجال الداخلي والخارجي.
 
وذكر مستشار المركز العربي للدراسات أنه مع الإهتمام بالتنمية البشرية كانت الإمارات سباقة في تطوير قدرات التخطيط الاستراتيجي من خلال تنمية الصناعات الدفاعية والتكنولوجية المتطورة، ووصلت لمراحل متقدمة في الصناعات العسكرية من خلال تبادل الخبرات والإنتاج المشترك مع كبريات دول العالم وعلي رأسها أمريكا لتنمية القوات المسلحة الإماراتية كمؤسسة ونقل الخبرات الي الدول الصديقة الأخري بعد أن أصبحت قوة عسكرية محترفة .
 
ووأوضح أن دولة الإمارات استثمرت بقوة في الأمن السيبراني وأمن التكنولوجيا من أجل تعزيز احترافية مؤسستها العسكرية وللمساهم في انفاذ القانون الدولي وتطوير نفسها كقوة رائدة في المنطقة بالشراكة مع الحلفاء الإقليميين والدوليين كالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
 
وقال مستشار المركز العربي للدراسات: كعادتها في السبق والتطور كانت الإمارات أول دولة عربية افتتحت محطة للطاقة النووية، وكانت لاعبا أساسيا في تهدئة النزاعات بالمنطقة وحل الملفات العالقة وانضمت الإمارات إلى تحالف بحري تقوده الولايات المتحدة في 2019 بهدف حماية السفن التجارية في منطقة الخليج لتأمين مرور 20 % من إمدادات النفط في العالم. 
 
وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تساهم بقوة في حماية الوطن العربي والشرق الاوسط من الجماعات التي تتاجر بالدين وتستهدف ترويع الأبرياء بالإرهاب مثل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في إطار جهودها المبذولة للحفاظ على الإستقرار في الشرق الأوسط والمنطقة العربية كما ساهمت في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وليبا  وكانت عضوا مهما في التحالف الذي تقوده واشنطن لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش واحتلت القوات المسلحة الإماراتية المرتبة الثانية بعد أمريكا من حيث عدد الطلعات الجوية التي قامت بها فوق الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش" في العراق وسوريا.
 
وتعمل الحكومة الإماراتية علي تطوير صناعتها العسكرية الدفاعية محليا لتقليل الاعتماد على الواردات العسكرية الأجنبية بل وتصدير أسلحة متميزة وأنظمة جوية لدول أخري بالشرق الأوسط وغيره.
 
وقال مستشار المركز العربي للدراسات أن الدولة تستثمر في تدريب أفراد جيشها في عدد من الدول الكبري كأمريكا ودول اوروبا لنقل الخبرات العسكرية وتوطين هذه الخبرة في كليات الأركان والحرب والتدريب التكتيكي الإماراتية فضلا عن تطوير قدراتها التعليمية الخاصة من خلال السياسات والعقيدة والمعدات والتدريب والتعليم والتمارين والعمليات والمؤسسات لكي تمتلك القوة العسكرية الأكثر قدرة وفعالية وتساهم بقوة في تطوير قدرات مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلي أنه خلال الثلاثين عاما الماضية حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدما هائلا في بناء إحدى أقوى الجيوش في المنطقة من خلال الإستثمار في قدرات التخطيط الاستراتيجي والتطوير المستمر للتقنيات العسكرية الجديدة والصناعة الإماراتية.
 
ووقال إن القوات المسلحة الإماراتية شاركت في قوات الردع العربية في لبنان أثناء الحرب الأهلية 1976م - 1979م، وحرب تحرير الكويت خلال حرب الخليج 1990-1991، وكتيبة مشاة ضمن قوات المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة (عملية أعادة الامل في الصومال) 1993م - 1994م، وبالكتيبة الخامسة والثلاثين للمشاة المحمولة الميكانيكية ضمن قوات الكيفور (عملية الأيادي البيضاء في كوسوفا) 1999م وإرسال قوة إلى فوج دولة الكويت أثناء حرب العراق 2003م ومشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام من جنوب لبنان 2001م - 2003م وإرسال قوات إغاثة الشعب الأفغاني (عملية رياح الخير) وإرسال قوات لإغاثة الشعب الباكستاني من الفيضانات 2010م وإرسال قوات إغاثة الشعب الليبي من الحروب الداخلية 2011م والمشاركة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن خلال الحرب على الحوثيين بالإضافة إلى مهامها الأصلية في حماية الوطن والخليج ومضيق هرمز وهي شريك أساسي في الحرب ضد الإرهاب، 
 
وأخيرا - وحسب أبوبكر الديب - فإن الإستثمار في البشر قبل السلاح الذي تتبعه دولة الإمارات أنتج قوات مسلحة قوية وقادرة علي تحقيق طموحات الشعب، وأنتج صناعات عسكرية متطورة ويقام كل عام في أبو ظبي واحد من أهم المعارض العسكرية في العالم يطلق عليه معرض الدفاع الدولي "أيدكس" حيث تعرض كبريات شركات تصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية انتاجها فيه وتتم خلاله عقد العديد من الصفقات العسكرية الإستراتيجية المهمة.