كتب – روماني صبري
المخاوف الغربية من عودة الإرهاب إلى افغانستان تتحول إلى حقيقة، حيث وقع انفجار خارج مطار كابول اوقع العشرات من القتلى والجرحى بينهم مدنيون وعسكريون من جنسيات مختلفة، قبل الانفجار بساعات فقط كشفت وزيرة الدفاع الألمانية عن هجوم محتمل لتنظيم داعش على مطار كابول.
التصريحات الألمانية جائت بعد أخرى بريطانية حول المطار ذاته ساقها وزير الدفاع مستند إلى معلومات ذات مصداقية كبيرة على حد تعبيره،الانفجار تزامن مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان نهاية الشهر الجاري، وهو موعد تخشى دول عدة حلوله قبل أن تنتهي عمليات إجلاء رعياها من هناك، ما هي تداعيات انفجار كابول على عمليات الاجلاء من افغانستان وما هي انعكاساته على انسحاب القوات الاجنبية من هناك وعلى علاقة "الناتو" مع حركة طالبان؟.
الانفجار كان مرعبا
ناقش هذا الموضوع من كابول خالد ملكزي الباحث والسياسي، قائلا :"شهدت مدينة كابول للاسف الشديد انفجارين رهيبيين خارج مطار كابول، والانفجارين كانا دمويين راح فيهما الكثير من المدنيين وحتى من القوات الخارجية.
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "الغد"، هذه الهجمة ارهابية ونحن نرى في عملية الاجلاء انها تتم بصورة فوضوية، نعم هذا الاجلاء في الحقيقة غير منضبط وهذين الانفجارين اللذان حدثا عصر الخميس الماضي، زادا قلق الناس وكذلك سيزداد الوضع سوء بسببهما.
موضحا :" الانفجار كان مرعبا، ولم نحصل على احصائات دقيقة بخصوص عدد القتلى والجرحى، واعلنت طالبان بان عدد الضحايا 13 شخص وعدد المصابين اكثر من 40 شخص.
تفجيري كابول فضحا بايدن
هل ما جرى هو نتيجة طبيعية وحتمية لكل المشهد الذي ظل حاضرا وخارجا من كابول ومطارها خلال الايام الماضية؟، وردا على هذا السؤال لفت من كاليفورنيا زياد سنكري رئيس تحرير موقع بيروت أوبزرفر :" يبدو ان لعنة افغانستان سوف تطارد الرئيس الامريكي جو بايدن لاخر ايام ولايته.
مضيفا :" كلما قلنا ان الامور هناك وصلت الى الاسوء، تفاجئنا الاوضاع بان هناك ما هو اسوء من الاسوء، وما شهده مطار كابول من انفجارات هو نتيجة لغياب خطة الرئيس بايدن بالانسحاب التدريجي من افغانستان.
لافتا :" كانت قالت الولايات المتحدة ان الهدف من وجودها في افغانستان هو كي لا تصبح البلاد بؤرة للارهاب، وانفجارات كابول تضرب نظرية بايدن في مقتل، حيث كان صرح في مؤتمر صحفي منذ ايام قائلا :" لم يعرفنا اليأس لنتوقف عن مطاردة أسامة بن لادن، وهذا حدث منذ عقد من الزمن، ان مهمتنا في أفغانستان لم يكن يفترض بها أن تخلق ديمقراطية مركزية وكانت مصلحتنا الأساسية هناك هي كما كان عليه واقع الحال منع أي هجمات إرهابية على شعبنا وكنت قد قلت بأنه منذ سنوات كثيرة بان مهمتنا يجب أن تتركز على مجابهة الإرهاب.
واضاف :" اليوم التهديدات الإرهابية في افغانستان، قد باتت أكثر انخفاضا، لكننا نرى انه هناك تواجد للقاعدة في الصومال والنصرة في سوريا، وداعش التي اتخذت لنفسها موطأ في سوريا والعراق وأقامت الخلافة لنفسها، وفروع في إفريقيا في آسيا.
وتابع زياد سنكري رئيس تحرير موقع بيروت أوبزرفر، اصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بتفجيري كابول، والهجمات الارهابية هناك تفتح تساؤلات كثيرة :هل ستؤثر على التنسيق الامني بين واشنطن وحركة طالبان والذي وصل الى اعلى مستوياته بعد زيارة رئيس CIA لقادة طالبان.
وواصل :" وهل ستغير طالبان من ادارتها من الليونة التي كانت تمارسها خلال الاسابيع الماضيع مع الافرقاء السياسين وان تغير سياساتها بان تحاول ضبط الوضع وتغير من اداءها في الداخل؟، مشددا :" ما حدث نتيجة لاصرار الرئيس بايدن على الانسحاب الامريكي من افغانستان مع حلول الذكرى العشرين لاحداث 11 سبتمبر .