عمرو الشوبكي
فاز نادى الزمالك ببطولة الدورى المصرى للمرة الثالثة عشرة فى تاريخه، بعد أداء أفضل من منافسة الأهلى، وحسم لقاء الناديين مع الإسماعيلى البطولة، فالأهلى ضيع الفوز وتعادل، والزمالك فاز عن جدارة، رغم كل ما قيل فى وسائل التواصل الاجتماعى عن «تفويت» الإسماعيلى، كشماعة لتبرير إضاعة الأهلى فرصة الفوز.
ويبدو أن الوسط الرياضى فى مصر يعانى من مجموعة أزمات هيكلية، منها سوء أداء اتحاد الكرة، والشكوى الدائمة من الحكام، وغياب أى قواعد قانونية تحاسب السباب العنصرى والشتائم وسوء سلوك بعض اللاعبين، حتى أصبحت هى النمط السائد فى الأوساط الرياضية.
وبجانب الانفلات والتسيب تعمقت عقدتان لدى قطاع مؤثر من جماهير الناديين، فالأهلى يتعامل على أن البطولات هى فقط حكر عليه، وأن العقوبات يجب أن تطبق على الجميع إلا على نادى القرن، أما الزمالك فيجب أن يقر أن هناك شيئا أصيلا وحقيقيا وراء نجاحات الأهلى الكروية وليس بالمحسوبيات والحكام، وإنه بالفعل نادى القرن، وصاحب الشعبية الأولى فى مصر والعالم العربى، وأن المركز الثانى ليس عيبا أو نقيصة لأن فى عالم الكرة كل شىء جائز، وفرص أن تصبح الأول قائمة بشرط أن تركز فى نفسك ولا تهيل التراب على نجاحات الآخرين.
وقد أنتجت هذه الحالة مشهدا شديد السوء عقب فوز الزمالك ببطولة الدورى بنهاية مباراته مع الإنتاج الحربى، حيث شهدنا تصرفات مشينة لأحد لاعبى الزمالك، ولم يقتصر الأمر على شتائم الجماهير (متكررة بكل أسف بين الأهلى والزمالك) إنما وصل إلى بعض اللاعبين فى لحظة احتفال ببطولة الدورى، بما يعنى كارثة رياضية وأخلاقية.
المحزن أن بطولة الدورى المصرى فقدت جانبا كبيرا من بريقها، وانصرف قطاع مؤثر من متابعيها إلى الدوريات العالمية، وعزز وجود محمد صلاح فى نادى ليفربول اهتمام الناس بالدورى البريطانى وغيره. وأذكر أنى دهشت حين رأيت فى أحد المقاهى أنه يذيع مباراة ليفربول ونادى نرويج سيتى (Norwich) بطلب من الناس، وينقل فى الاستراحة مباراة الزمالك والإسماعيلى، وأن تفاعل الناس مع صلاح كان أكبر من تفاعلهم مع لاعبى الدورى المحلى.
صحيح أن مباريات الفرق المصرية والمنتخب فى إفريقيا ما زالت تستحوذ على اهتمام غالبية الجمهور الرياضى، إلا أن المؤكد أن الدورى المحلى أصيب بأزمات كثيرة، وفقد اهتمام قطاع واسع من جماهير الرياضة.
وللأسف بدلا من وضع منظومة مهنية عادلة تصلح من حال الدورى، لأنه طريق المنتخب والأندية المصرية لحصد البطولات القارية، والمشاركة المشرفة فى كأس العالم، تم تكريس العكس تماما، وظلت الفوضى وسوء الأداء والمحسوبيات مستمرة.
ستتطور الكرة والرياضة فى مصر إذا عرفنا من ستة إلى عشرة أندية تتقاسم البطولات المحلية، فى ظل منظومة رياضية احترافية، كما يجرى فى معظم دول العالم، وليس فقط الأهلى والزمالك.
نقلا عن المصري اليوم