محمد أبوقمر
إنت عارف حق الطلاق الشفوي وحق ضرب الزوجة وحق الزواج التاني والتالت والرابع وحق الولاية وحق الوطء في أي وقت وحق الهجر لأي سبب وكافة الحقوق المترتبة علي حق الولاية عملت إيه في كتير من البيوت المصرية؟؟!!.

علي بلاطة كده ومن غير أي مزايده خلت كتير من البيوت المصرية عبارة عن :
1- مجرد مطعم والزوجة فيه مجرد شيف وعاملة تنضيف ومجرد جرسون ، تجهز الأكل إللي علي كيف الزبون في مواعيده وتقدم الأكل وبعدين تنضف وتمسح .

2- بعد كل ده تبقي الزوجة جاهزة علي سنجة عشره علشان الزبون يكمل متعته .

ما أعرفه عن العلاقة بين الرجل والمرأة هو أنها علاقة مشاركة ، تراحم ، حب ، ود ، مشاعر إنسانية تجعل الاثنين وكأنهما كيان واحد ، ما يحزن أو يفرح طرف يؤثر في الطرف الآخر، الحب بينهما يدفع كل طرف لمحاولة أن يعطي عطاء إنسانيا أكثر من عطاء الآخر ، الود والتراحم والمساواة تجعلهما يبنيان أسرة رائعة خالية من العقد والأمراض النفسية ، وبالتالي ودون أن يشعرا يساهمان بالحب في بناء مجتمع راق ومتحضر ، الوطن المتحضر الخالي من المآسي الإنسانية أساسه أسرة خالية من التمايز ، خالية من الخوف ، خالية من الخلل في ميزان الحقوق .

حين تعطي للرجل حق التطليق لأتفه الأسباب ، أو حق الضرب والتأديب ، أو حق الاستمتاع وقت يشاء ، أو حق الهجر ، أو حق الطاعة ، أو حق الإذلال بالزواج الثاني ، حين تفعل ذلك فإنك تمحو إنسانية المرأة ، وتضعفها ، وتقهرها ، وبالتالي تضعف دورها في البناء النموذجي للأسرة ، وهكذا بالضرورة يضعف المجتمع ويصاب بالاضطراب وتكثر فيه المآسي التي تؤثر بالنتيجة علي بناء أجيال قادرة علي النهوض بالمجتمع من كبواته.

البيت ليس مطعما ، والمرأة ليست مجرد طاهية أو غسالة ، وهي ليست مجرد أنثي جاهزة للوطء حسب طلب الزبون ، المرأة إنسانة إذا ملأت قلبها بالطمأنينة وغمرتها بالحب واعتبرتها عونا لك علي مواجهة الحياة وليست مجرد أنثي اقتنيتها فقط لإشباع شهواتك ، وإذا اعتبرتها مثلك لها عقل وروح ومشاعر ونوازع إنسانية ، وإذا ملأت روحها بالثقة ، وإذا تخليت عن كونك مجرد ذكر بل رجل يعرف قيمة وجود المرأة في حياته ، إذا فعلت ذلك فإنك قد ربحت قوة تضاف إلي قوتك ، وقدرة تضاعف قدراتك ، وشرف يرفع هامتك أكثر ، وبهجة تجعل حياتك أكثر روعة .

حق الطلاق الشفوي ، وحق الضرب والتأديب ، وحق الزواج الثاني ، وحق الوطء وقتما شاء الرجل ، وحق الهجر إذا ما غضب ، وكافة حقوق الولاية المزعومة ، ليست حقوقا مذلة للمرأة وحسب ، وإنما جعلت الرجل مجرد ذكر يخلو من أي معني للرجولة.