حمدي رزق
صور نادرة لطيب الذكر الرئيس السادات يداعب كلبه، الصورة التقطها كبير المصورين الراحل «فاروق إبراهيم»، وطلب منه السادات وقتها عدم نشرها فى مصر، حيث لا يجب هدم صورة «الرئيس المؤمن» فى عيون المصريين الذين يعتبرون الكلب نجسًا، وطالبه بنشرها فى الصحف الأمريكية التى تحب أن يكون لرئيسها كلب تتابع أخباره عن كثب.
قصة موثقة تروى عن حذق السادات وقراءته لمجتمعه المتدين بالفطرة.. كما يصفون، تذكرتها بالأمس وأنا أطالع صورة رئيس جامعة القاهرة البروفيسور محمد عثمان الخشت، وهو يسلم على كلب الحراسة فى المدينة الجامعية، ويداعبه، ويحنو عليه، ويمسح على رأسه..
يا داهية دقى، وسلم على الكلب، والكلب باسط ذراعيه، وهات يا سخرية، وتلويم، وبعض من البهارات الحرفية، ودخول على الصورة من المتسلطين على دماغ المجتمع.
فى مجتمع يستعذب بعض أطفاله تعذيب جِرَاء الكلاب، وربطها فى عمود النور، وهواية نفر من مراهقيه جرجرة الكلاب فى الشوارع وراء «البيتش باجى»، وتصوير فيديوهات اللهو العنيف بالكلاب، ويهوى بعض كباره على رؤوس الكلاب بعصا المقشة فى الحارة المزنوقة، ويفتى بعض شيوخه من فوق المنابر بنجاسة الكلاب، وفق فتاوى موروثة ومصدقة بين العامة، معلوم فى المعتقد الشعبى الكلاب تنقض الوضوء، وتستجلب الشياطين، ويحرضون على كراهية اقتنائها فى المنازل.
فى مناخ كاره للكلب، ويسب الرجل ولده ساعة ضيق بالكلب ابن الكلب، ويصف الصديق صديقه سخرية بالكلب، ودلعًا تناغش الفتاة صديقتها الأنتيم «يا كلبة»، وعندما ينتشر أعداء الكلاب على مواقع التواصل مطالبين بإعدام الكلاب الضالة فى الشوارع.
إذا كان المناخ هكذا يخنق الكلاب، تصبح صورة البرفيسور الخشت يسلم على كلب الحراسة فى المدينة الجامعية يدًا بيد، ويمسح على رأسه مغتبطًا، مدعاة للرفض من هواة تعذيب الكلاب، ومكروهة من أعداء الكلاب، ومحل سخرية من مطاردى الكلاب بالطوب، والتحفظ من مصدرى فتاوى النجاسة.
حسنًا فعل الخشت، وضرب مثلًا، وكان عند حسن الظن، ولم يخاصم ثقافته، ولم يُمالئ كارهى الكلاب، تصرف بإنسانية، ورقى، وتحضر، وفى وصف الكلب يقول الخشت عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: كلب طيب ووفى.. لكنه وحش ضد اللصوص والخونة.. الحارس المؤتمن على باب مدينة الطلبة.. مد يده فكيف أردها!!
بالمناسبة مفتى الجمهورية العلامة الدكتور شوقى علام قال بطهارة الكلب، نصًا منقولًا عنه: «مذهب المالكية الذى نتبناه فى دار الإفتاء المصرية، ونفتى بناء عليه، يقول إن الكلب طاهر، وكل شىء فيه طاهر، لأنهم ينطلقون من قاعدة أن كل حيوان حى طاهر، وعليه لا حرج لأى شخص فى التعايش مع الكلب، ولعابه غير ناقض للوضوء، ولا حرج فى الصلاة إذا مس لعاب الكلب الملابس».
نقلا عن المصري اليوم