زهير دعيم
جُبران خليل جُبران يرى وطنه لبنان يموت شِلوًا شلوًا فيصرخ من سمائه بألم : " لكم لُبنانكم ولِي لُبناني "
وديع الصّافي – عملاق الغناء العربيّ – يشاهد من علاه وطنه الجميل يتسوّل فينوح بمرارة .
وفيروز - وكأنّي بها - ورغم صمتها السّرمديّ تصرخ بصمت :
كفى ... قتلتم الجمال والحياة.
وتنبري أرزة دهرية تقتعد أمدًا في الشّوف " فتنعنف " أوراقها دموعًا وتصرخ : يا ويلكم !!!
غريب فعلًا أمر هذا البلد – لبنان - الذي انبتَ عمالقة في الشعر والادب والفنّ والعلم والايمان، يعجز الزمان من محو آثارهم مهما طغى وتجبّرَ.
غريب أمر هذا البلد الذي لطالما اشتقت أن أزوره وأُكحّلَ عينيَّ ببشرّي وبسكنتا وعين كفاع وزحلة و...
فقد طال نومه وطال سُباته وغطته الظُّلمةُ وأعماه الفقر ، وليس هناك من يُحرّك ساكنًا من القادة .
القادة ؟!!!!
وأيّة قادة هؤلاء وهم ينهبون قوت المسكين والأرملة واليتيم ودواء الفقير ، ويروحون يتشدّقون بالوطنيّة .
القادة ؟!!!
هذه المنظومة التي تعجز منذ سنة واكثر من تشكيل حكومة ، وتنتظر أُعجوبة من السّماء.
فالوقود في خبر كانَ
والخبز في خبر ليْتَ
والكَهرباء في خبر لعلَّ
والدُّموع أضحت أسمًا لصارَ
والكلّ ينتظر العون والسّماحة والسيّد ولكن هيهات !!!
فالدّبّور لا يصنعُ عسلًا حتّى ولو زار كلّ رياحين الكوْن وزنابق المسكونة.
أبكيكَ يا لُبنان ... أرثيكَ ، أكتبكَ قصيدة حبلى بالدّموع تصرخ وتزوبع في كلِّ الضّمائر وتقول :
سيعود لبنان رغم انوفكم شامخًا ، مُتألّقًا ، وهّاجًا بدون عونكم وسماحتكم وحريركم !!!
وسيعود الأرز يُغنّي أُغنية الرّبيع ويُرنّم ترنيمة الحياة
وستخرج فيروز عن صمتها لتغنّي من جديد : لبنان أخضر حُلو ..
وستبقى القداسة تزرع في النُّفوس رجاءً لا ينقطع خيطه وأملًا يصل صداه الى السّماء.