حمدي رزق
يخزّن الإساءات، و يَجْتَرّ الأحزان، هكذا ظهر كابتن الزمالك محمود عبد الرازق حسن فضل الله "شيكابالا"، مع الصديق عمرو أديب فى ليلة (سهرة بيضاء.
ماشاهدته موهبة كروية متفجرة ( رغم الهدوء الذى تعمده) ترزح تحت ضغط مظلومية تاريخية ثقيلة، فتنضح مرارة، ممرور صديقى كتير.
أتحدث عن شيكابالا كابتن الزمالك الذى يفتقده منتخب مصر، شيكا قلبه مترع بالألم، متألم يكاد يبكى وبكى.. ومخنوق، مناخ عصبى ضاغط يكاد يسد عليه منافذ الفرحة بالفوز بالدورى الذى حمله إلى "الاستديو" ليسجل أنه فاز بالدورى فى حياته، لقطة للتاريخ قبل تزويره، كما يظن ويعتقد..
المظلومية التى يعيشها "شيكا" حالة قطاع من الجماهير البيضاء، إحساس دفين بالغبن المستدام الممنهج، ولولا هذا الذى يعتقدونه فى قرار أنفسهم، ووقر فى القلب، وعبر عنه لسان شيكا بفصاحة غير معهودة، شيكا خجول أمام الكاميرات، لكان الزمالك فى القمة التى اختطفت على مدار الأجيال، من أيام جووووول حسن شحاتة، شيكا تذكر هذا الهدف الملغى ليبرهن على المظلومية التاريخية.. من عشرين سنة !
من حقه يفرح بمنجزه، بعد سنوات عجاف من البطولات، ومن حق جمهور الأبيض أن يعيش ليالى بيضاء، ولا ضير فى ذلك، ومن حق عمرو أديب أن يفرح ويزأطط، ويرقص عشرة بلدى، ولكن اجترار الآلام هكذا يورث الجماهير البيضاء كفرا بالعدالة المجتمعية، ومدعاة للخروج عن النص الكروى، وتعميقا لإحساس مرير بالمظلومية، وهذا عواقبه المجتمعية جد خطيرة، إزاء فتنة كروية مخيفة.. حذار، الاستقطاب مقلق، أخشى اتَّسَعَ الخَرْقُ فى الوسط الرياضى عَلَى الرَّاقِعِ ؟!
شيكا من فرط احساسه بالمظلومية، من الآن يصادر على المطلوب، الدورى القادم لنا ولكنهم سيسلبونه منا، سيعاقبوننا على الفوز بالدورى، استباق غريب لأحداث موسم لم تجر قرعته بعد، المظلومية التخيلية بلغت حدًا لا يمكن تخيله.
الإحساس البغيض بالمظلومية الذى يتم تصديره من كابتن شيكا وآخرين للجماهير البيضاء وبالتالى إلى الحمراء عكسيا، والقول بأن الزمالك مظلوم، وأن الأهلى يسطو على بطولاته، و١٣ بطولة حلال، ونحن نادى القرن الوحيد، والدولة تحتضن الأهلى، واتحاد الكرة أهلاوي، والحكام أهلاوية، حتى الهواء الذى نتنفسه ملون باللون الأحمر، الأهلى يسد منافذ الهواء، يسمم الأجواء ليفسد فرحة الزمالك.. وهكذا دواليك، وعمور فرحان ومزأطط بإشاعة هذا المناخ الفاسد فى الأجواء المجتمعية وعلى وجهه ابتسامة عريضة.
جسد شيكا ببراعة دور الزملكاوى المظلوم، خضع لتدريبات مكثفة، معسكر إعداد نفسى لهذا الحوار الذى بلغت فيه المظلومية حدها، عمرو أديب ظل طوال الحلقة يغذى فكرة المظلومية، ويستنطق شيكا بما نسيه من حيثيات المظلومية، وكلها خبط وتخبيط فى الأهلى وبطولاته وتاريخه.
تجريد الأهلى إعلاميا لغرض لا يخفى على لبيب، وليس حسين لبيب رئيس الزمالك المكلف، أقول تجريد الأهلي من أحقيته فى التتويجات المحلية يجوز فى سياق المظلومية، فماذا عن التتويجات القارية، عن الحكام الأفارقة والدوليين، و ( الڤار ) الأفريقي، وبعض هذه التتويجات على حساب الزمالك العتيد، وآخرها " جول قفشة "، بالقاضية كما هو مشهور، يستحيل الاتحاد المصرى والاتحاد الأفريقى والفيفا جميعا يلعبون لصالح الأهلى!
مجددا، إهانة شيكا جريمة أخلاقية لاتسقط بالتقادم، ولكن شراكته فى مظاهرات الشتم الجماعى للأهلى وجماهيره تستوجب وقفه عند حده، الهوس فى المدرجات لا يبرر أبدا الهوس فى الملعب او فى الاستديوهات !
نقلا عن المدار