د. ممدوح حليم
  كم هي رائعة وعميقة تلك الكلمات التي قالها المسيح يومًا لتلاميذه:
   " كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع" متى 15 : 13
     إن هذه الكلمات تدعو إلى الفرح والتفاؤل ، لأن الله الآب السماوي لم يغرس في البشر سوى كل ما هو جميل ومبهج.
    لقد غرس الله في الإنسان الحياة، ومن ثم فالموت غريب عنه.

    بث فينا من نوره ، لذا فالظلام شيء وقتي دخيل.
  منحنا الصحة والإتقان ، إذا المرض لا يدخل في مقاصده
  إن كل غرس لم يغرسه الآب السماوي سيقلع وينتهي
  وبناءً على ذلك، ستبقى السعادة وسيزول الاكتئاب
    ستستمر الطمأنينة وسيتبدد القلق
   سنعيش في يقين وسيزول الشك
لكن من أين جاء كل ما هو سلبي؟

     لا شك في أن الشيطان هو المصدر الأول للمتاعب الإنسانية ، فهو يسعى إلى تعاسة الإنسان وموته، إن لم يكن موتًا جسديًا ، فعلى الأقل الموت الروحي والنفسي.

   والشيطان  - إبليس – له عملاؤه من أتباعه من البشر الذين يستخدمهم لإيذاء من هم يعيشون في مشيئة الله.
  لكن كل ما يزرعه الشيطان وكل أتباعه سيقلع، سينتهي ويزول
     قد تكون الأيام غرست فيك آلامًا وأوجاعًا وذكريات مرة وشخصيات قبيحة، ثق أن كل هذه ستقلع إذا عشت في ظلال الله الآب وتحت مشيئته.
        " كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع"

  ليكن الله أباك السماوي حتى يزرع هو فقط، ويقلع كل ما هو مدسوس عليك
     وستقلع الكآبة والقلق والشك والإحباط والمرض والخوف والشقاء وكل ما يبغضه الإنسان ويعوق سعادته، فهذه كلها ليست من غرس " أبي السماوي" وهو لا يسر بها ، لذا سيقلعها يومًا لن يطول انتظاره