حمدي رزق
بصرت بصرت ونجمت كثيرًا، لكنى لم أعرف أبدًا سبب تكشيرة كابتن حسام البدرى، تكشيرة وانزاحت، يا ساتر تكشيرته تقطع الخميرة من معسكر المنتخب!
تكشيرة البدرى (صاحبتنا طوال عام كامل) بتقطيب الجبين، والتصاق الحاجبين، وعينيه بتطق شرار، ناطقة بالغضب الكامن بين الضلوع، وتبويزة شفتيه، عامل «بوز» رهيب، تكشيرة كِشْرة مكَشَّرة عن أنيابه، والنعمة الشريفة بيخوِّف المنافسين. اللاعبون يتجنبون المنطقة الفنية التى يقف فيها إله التكشير عند المصريين، ورثها عن المكشر ابن المتكدر المتحدر من فخذ غضبان من بطن قبيلة زعلان.
تقطيبة البدرى يخشاها قمر ١٤ فى ليلة تمامه، يولى الأدبار ويغادر الديار، من يوم ما تولى المسؤولية والمنتخب حالته فى النازل، فى حالة كسوف وقيل فى حالة خسوف، عفوًا فى حالة حسام البدرى لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم.
عملنا الأسود، كان ماله «مستر كوبر»، طفِّشناه، ظلمناه، من أعمالكم السودة سلط عليكم حسام البدرى، تحس إنه عقاب العيال اللى معملتش الواجب ع التابلت.
تكشيرة كابتن حسام البدرى فى وجوهنا ليس لها مبرر حقيقى، لا مستوى المنتخب يؤهله لهذه التكشيرة التى تكاد تكون تبويزة، ولا النتائج الباهرة تعطيه الحق فى تقطيب الحاجبين، تكشيرة البدرى تُظهر استياءه وعدم رضاه عن أمر ما ينغص عليه حياته، نفسانيًا تعبيرًا عن تهديد أو انفعال نفسى بسبب إمساك مزمن.
عكس كل الكورتجية (بتوع الكورة) شخصيًا متعادل وجدانيًا تجاه كابتن حسام، باعتباره من هواة التعادلات خارج الحدود، لا بحبه ولا قادر على بُعده، يمثل لى نموذج «عدم الرضا» فى تجلِّيه أرضيًا. تخيّل مدرب عادى يدرب منتخبًا مصنفًا إفريقيًا، ويشجعه نحو مائة مليون، ومرتبه نحو عشرة ملايين جنيه سنويًا، وتحت إدارته كابتن محمد صلاح، أمهر وأشهر مَن أنجبت الملاعب المصرية.. ومكشّر فى وشنا!
تحس من فرط التكشيرة، وكأنه مضطر لتدريب المنتخب الوطنى، ولسان حاله جتنا نيلة فى حظنا الهباب، «غاريث ساوثغيت» يدرب منتخب إنجلترا، و«هانسى فليك خلفًا ليواكيم لوف» يدرب منتخب ألمانيا، والبدرى بتاريخه الكروى الأسطورى يدرب منتخب مصر، مفارقة كروية تستدعى تكشيرة إضافية، وسجدة على التراك، الحمد لله على كل حال.
فُكّ التكشيرة يا كابتن، وهو سادر فى غضبه، لا يفكها أبدًا، مسوِّدها فى وشنا، فائزون بطلوع الروح وبضربة جزاء على أنجولا وبرضه مكشّر، ممسوح بالمنتخب أرضية ملعب «فرانسفيل» بالجابون.. وبرضه مكشّر، حتى فى إجازة المنتخب الطويلة برضه مكشّر.
أخشى أن البدرى يخاف يضحك أحسن مايعرفشى يكشّر تانى، وتبقى مشكلة، سيفقد أهليته لتدريب المنتخبات القارية، التكشيرة طريقة مُجرَّبة لإسكات أصوات منتقديه، كشّر فى الوجوه، تهِشّ الهاموش.
علاج الإمساك المزمن الذى من عوارضه التكشيرة ليس بلعب قفشة جنب عبدالله السعيد، ولن يفك العقدة التاريخية لعب عمر جابر أمام أحمد توفيق، ولا ركن طارق حامد على الخط، ولا إهمال مصطفى محمد باعتباره (ماستواش فى حلة المنتخب البرستو). كل هذه اللعبكة والعكعكة تصيب بتقلصات معوية، أخشى أن يكون الكابتن البدرى يعانى من قولون عصبى، شفاه الله وعافاه.
نقلا عن المصرى اليوم