على قدم وساق، كان محمد الشرقاوي البالغ من العمر 25 عامًا يستعد لزواجه، ذهب الأحد الماضي إلى معرض موبيليا لاستلام "العفش" الذي اتفق عليه من قبل مع صاحب معرض في شارع الورشة بالمرج، لكن خلافًا بين الطرفين انتهى بمأساة.
قبل سنة، نشأت قصة حُب بين "محمد" خريج كلية الآداب، يعمل مترجمًا ومُرشدًا سياحيًا وخطيبته، أقيمت خطوبتهما في حفل جمع العائلتين، وحددا 4 نوفمبر المقبل لإتمام الزواج.
في يوليو الماضي، اتفق الشاب العشريني مع صاحب معرض موبيليا على شراء 3 غرف "عمولة" لتجهيز شقته، واتفقا على الخامة والشكل المطلوب، ثم دفع جزءًا من المبلغ على أن يسدد الباقي وقت الاستلام.
مساء الأحد الماضي، أخبر "محمد" والديه أنه ذاهب لاستلام العفش، ممازحًا والدته "أنا عريس يا ماما.. متزعليش مني"، وعند وصوله إلى المعرض فوجئ الشاب بخامة أقل مما اتفق عليه، فعاتب صاحب المعرض والصنايعية، فرد عليه أحدهم "دا اللي موجود عندنا.. ومفيش غيره"، بحسب أقواله والده في التحقيقات.
يقول شاهد عيان في تحقيقات نيابة شرق القاهرة، إن صاحب المعرض وعماله اعتدوا بالضرب على "العريس المُنتظر" فاعتدى عليه أحدهم بمقص جرح رأسه، فهرول ودمه ينزف إلى صيدلية مجاورة لتلقي العلاج، واتصل بوالده يستنجد به "الحقني أنا في الصيدلية واتخانقت مع صاحب معرض الموبيليا"، سمع "يوسف" شقيق العريس المكالمة فهرول إلى الصيدلية، حيث فوجئ بصاحب المعرض وعماله يريدون مواصلة ضرب شقيقه.
وأضاف الشاهد أن "يوسف" نقاش، تدخل للدفاع عن شقيقه المُصاب، فأطلق صاحب المعرض النار من طبنجة أصابت "العريس" في البطن أودت بحياته، وأصابت طلقة أخرى شقيقه نقل على إثرها لمستشفى سيد جلال لتلقي العلاج في العناية المركزة حتى الآن.
عند وصول الأب إلى الصيدلية، فوجئ بسقوط نجليه على الأرض، أحدهما ميت والآخر ينزف، فاستغاث بالمارة وأبلغ الشرطة التي تمكنت من ضبط المتهمين، وإحالتهم للنيابة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.
وفي عزاء حضره العشرات، شيع أهالي منطقة كفر الشرفا بالمرج، جثمان المجني عليه محمد الشرقاوي إلى مثواه الأخير، فيما كان أمل والده الأخير هو القصاص.