بقلم: محمد أبو مهادي
يوجد ثلاث حلول أمام حماس لوقف كارثة غزة :
أولاً/ لأن معظم سكان غزة لاجئين، فان التمسك بحق العودة وجعل ممارسته موضوعاً كفاحياً ذو أولوية عن باقي الملفات الأخرى هو الحل الأمثل، ولكنه يتطلب إحداث تغيرات في موازين القوي لصالح الفلسطينينن تبدأ من خلال إستعادة الوحدة الوطنية.
ثانياً/ قيام حماس بإصدار فتوى مرحب بها مصرياً مضمونها بأن بلاد المسلمين جميعها أرض واحدة، ولا معنى للحدود بين بلاد المسلمين، وهذا يعطى حقاً دينياً للفلسطينيين بالتمدد في أرض سيناء المجاورة لقطاع غزة بإعتبارها جزء من بلاد المسلمين" دار الحرب ودار السلام"، وهذا يعدّ من وجهة نظر الوطنيين في كلا البلدين "خيانة وطنية".
ثالثاً/ قرار من حماس بتحديد النسل كما هو جار في الصين، وهذا يتطلب تعديل الفتاوى المتعلقة بتحريم تحديد النسل، أو استبدالها بممارسات "تقصير العمر" والاخيرة متحققة الى حد ما، ولكنها ليست حلاً إستراتيجياً.
مع مراعاة أن "تنظيم النسل" وليس "تحديده" لن يجد نفعاً أمام نسبة نمو هي الأكثر في العالم وتصل قرابة 3.5%.
كذلك مراعاة أن عمليات هجرة الشباب من غزة الى دول عالمية بفعل الواقع الصعب لن تقدم حلاً جذرياً للمشكلة لأن معظمهم سيعود الى غزة يوماً ما، وملاحظة أن الهجرة الجماعية التي كادت أن تحدث خلال عملية الرصاص المصبوب لن تتكرر، ولن تتكرر معها تجربة التهجير في العام 1948.
بدون هذه الحلول الوطني منها أو المتعارض مع المشروع الوطني، على حركة حماس أن تقدم أجوبتها عن مستقبل قطاع غزة في مجالات السكن والعمل والتعليم والصحة والخدمات والتنمية وغيرها، وأن تكفّ عن الهروب من أزمات كارثية وترحيلها للمستقبل الذي بات قريب مع العلم أن الفردوس ليس حكراً على الشعب الفلسطيني وليست موجودة في قطاع غزة وإن كانت غزة إحدى الممرات لها.
mahadyma@hotmail.com