حمدي رزق
لو قابلت الدكتور «طارق شوقى»، وزير التربية والتعليم، لتمنيت عليه تكرار الإعفاءات من دفع المصروفات المدرسية التى تقررت العام الماضى بسبب الجائحة.. وزيادة، لمسة حانية ترطب حرور العام الدراسى.
ولو قابلت الدكتورة «نيفين القباج»، وزيرة التضامن، لأوصيتها خيرًا بالفئات المعدمة من طلاب المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة.. وزيادة.
فى أمسِّ الحاجة لنفرة مجتمعية تكافلية وبكرامة إنسانية، البسطاء فى مصر تحسبهم أغنياء من التعفف، العام الماضى نفر الخيّرون وتسابقوا إلى الخيرات، إلى دفع مصروفات المدارس للبسطاء عن طيب خاطر وتطوعًا كريمًا فى مشهد تكافلى راقٍ.
وأذكر أن وكيل مجلس النواب النائب «محمد أبوالعينين» بادر وتكفل بمصروفات طلاب دائرته (الجيزة) وأوفى، وتبعه كرماء كثر للتخفيف عن كاهل البسطاء كواجب مجتمعى بكرامة إنسانية، «ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى...».
أخشى أن الوباء لايزال مخيمًا، والتعطل عن العمل فى بعض المهن لايزال واقعًا، والحوجة مُرة، وجبر الخواطر على الله، ومصروفات المدارس تمثل عبئًا على أصحاب الدخول البسيطة، والعيال كثيرة تحش الوسط المحنى على تدبير المعايش، والتعليمات الوزارية دفع المصروفات وإلا..
جبر الخواطر مهم، كسرة نفس تلميذ أمام زملائه لأنه لم يدفع المصاريف محزنة، قهر الشباب من قهر الرجال يُستعاد منه، يقينًا تخلف آثارًا نفساوية سلبية، كيف يحب الطفل المدرسة وهو مدين بالمصاريف، سيكره الحضور، ومد الخط على استقامته، التلاميذ فى حاجة ماسة لمحببات مجتمعية، علشان يحبوا البلد ويتغنون بنشيده كل صباح.
مصاريف المدارس هم كل بيت مصرى، خلينا فى مدارس الحكومة، والحكومة مننا وعلينا، ولنا فيها ومسؤولة عنا، وعليها واجب مجتمعى، وما يتم إنفاقه على عصرنة التعليم مليارات كثيرة، بجملة ما يتم إنفاقه، الرضاء العام يستحق أن تنفق من أجله مليارات..
وإذا فعلتها وزارة التربية والتعليم وقادت الرهط الكريم إلى التخفيف عن البسطاء، سيتبعها الكرماء، وستتحقق الغايات، والكرماء يتبعهم الطيبون، ولن نعدم فتوى تجيز دفع مصروفات المدارس من وعاء الزكاة، فلنعتبرهم وصفًا «غارمين»، وهذا من قبيل القياس اجتهادًا..
ساعتها يتحول المجتمع إلى حالة تكافلية نموذجية ترفع الأعباء عن البسطاء، وقبلها ترفع الحرج المجتمعى عن الطلاب الفقراء.
أسوأ إحساس أن يشعر التلميذ بأنه مختلف لأنه فقير، لأنه متعثر فى دفع المصروفات، سيقول قائل: المصروفات مبلغ زهيد، حتى هذا المبلغ الذى تراه بسيطًا لا تملكه أسر فقيرة، الأولويات تحكم، الدواء قبل الخبز أحيانًا، معادلات الإنفاق ع القد جوه البيوت المستورة من الستر..
خلاصته.. كل مقتدر يكفل تلميذًا أو فصلًا أو مدرسة حسب إمكانياته، أصحاب المصانع والأعمال والشركات بعض من كرمكم، أصحاب المحلات وجب الكرم، أصحاب البيوتات الكريمة عليكم جبر الخواطر، وهكذا تتشابك وتتكامل دوائر الخيرية المجتمعية، الخير فىَّ وفى أمتى، كما هو منسوب للحبيب صلى الله عليه وسلم.
نقلا عن المصرى اليوم