لكل زوجة ظروفها وأحوالها الخاصة من حيث تمتعها بالصحة والعافية أو معاناتها من بعض الأمراض، وكذلك القدرة على خوض رحلة الحمل والإنجاب والتربية، إضافة إلى ظروفها الاقتصادية، من هنا كانت الحاجة لاختيار وسائل تنظيم الحمل المناسبة لإتاحة المجال أمام المباعدة بين الأحمال-التنظيم- أو تحديد النسل بعدد معين من الأطفال، وهما الوسيلتان المتبعتان حول الفرق بين تحديد النسل وتنظيم النسل، يحدثنا الدكتور عبد الحميد السبيلي أستاذ أمراض النساء والتوليد.

 
تحديد النسل يستخدم في حالات الضرورة القصوى
يُقصد بتحديد النسل الاقتصار على عددٍ معينٍ من الأولاد؛ كالاكتفاء بولدٍ أو اثنين، ومن الأسباب الداعية لمثل ذلك الفعل المحافظة على مستوى ماديٍ معينٍ للأسرة، وعدم الرغبة في زيادة النسل.
كما يستخدم في حالات الضرورة القصوى؛ مثل الأضرار الصحية المترتّبة على المرأة نتيجة الحمل والولادة، أو الكلفة التي لا يقدر عليها البعض.

تنظيم النسل
يُقصد به تأخير المدّة بين الأحمال؛ حتى تستعيد فيها المرأة حيويتها ونشاطها، ثمّ تعود إلى الحمل.
تنظيم النسل يستخدم غالباً لأسباب صحية، مثل الخوف على صحة الأم، أو بسبب حاجةٍ ماسّةٍ أو ضرورةٍ؛ ككثرة الأولاد والانشغال بتربيتهم.
هنا يمكن للمرأة الامتناع عن الحمل مدة سنةٍ أو سنتين مثلاً، إلى أن تمر الفترة الصعبة في تربية أطفالها، أو إلى أن تستقيم حالة الأم وتنظيم النسل يكون بأي وسيلةٍ؛ سواءً كانت بالحبوب أو باللولب أو بالإبر وغير ذلك من الموانع.
 
يلجأ الزوجان متفقين إلى إتباع بعض الطرق التي تضمن إيقاف عمليّة الحمل بشكلٍ مؤقّتٍ أو دائم، ويرجع ذلك إلى عدّة عوامل:
أهمّها الرغبة في تربية الأطفال الأكبر سناً على أكمل وجه، أو الإصابة ببعض الأمراض التي تتعارض وتوفير الأمان للحمل وربما لظروف اقتصادية غير محتملة.
 
ويكون القرار في هذه الحالة بالاشتراك مع الطبيب المُختصّ؛ كالقيام باستخدام التقنيات المُتبعة. حبوب منع الحمل طويلة الأمد.
أو القيام بالتعقيم لمنع الحمل عند الرجال أو النساء، والذي يُعد أحد الإجراءات الجراحيّة دائمة المفعول.
 
فوائد تنظيم النسل
وبإمكان هذا التنظيم أن يحول دون حدوث حمل بين النساء الأكبر سناً، كما يتيح الفرصة للمرأة الراغبة في تحديد حجم أسرتها.
وسائل تنظيم الحمل تحد من الحاجة إلى الإجهاض غير الآمن، عن طريق تقليل معدلات حالات الحمل غير المرغوب فيه.
من الوسائل التي تُتّبع لمنع الحمل لفترةٍ وجيزة، حيث يُمكن للمرأة اختيار الطريقة المُناسبة تبعاً لصحّتها، والرغبة في الإنجاب مُستقبلًا.
وتستمرّ عادةً مدّة فاعليّة الأدوات المُستخدمة بين 3 أشهر إلى 10 سنوات.
تنظيم النسل مجموعةٌ من الطرق ذات المفعول المؤقّت، والذي يضمن الامتناع عن الحمل دون إحداث الضرر الكبير، والقيام بالتدخّلات الجراحيّة ذات التأثير الدائم.
 
التخوف من استخدام وسائل منع الحمل
كثير من النساء يتخوفن من استخدام وسائل منع الحمل، اللولب، حبوب منع الحمل، ومن نتائجه المستقبلية حالة التوقف عنها، والسؤال: هل ستعود الخصوبة إلى الحالة التي كانت عليها؟
 
والجواب: قد يستغرق بضعة أشهر لاستئناف الحيض بعد التوقف عن تحديد النسل، ولكن من الممكن أن تؤثر زيادة الوزن أو الإجهاد. على تأخر حدوث الحمل.
 
كما يعتمد مستوى الخصوبة عادة على عدة عوامل قد لا تكون مرتبطة باستخدام تحديد النسل وحده.
قد لا تكون المرأة في نفس العمر الذي كانت فيه عندما بدأت حبوب منع الحمل؛ ما يقلل من احتمالية الحمل.
العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية يمكن أن يكون لها مخاطر، ولكن العقم ليس واحداً منها.
إذ تشير العديد من الدراسات إلى أن الفرصة في الحمل بعد إيقاف تحديد النسل تتساوى مع المرأة التي لم تستخدمها أبداً.
يمكن أن تكون هناك فترة انتظار صغيرة بين الوقت الذي تتوقف فيه عن تحديد النسل وعودة الخصوبة، ولكنها فترة قصيرة عموماً.
 
معلومات عن حبوب منع الحمل
تعد حبوب منع الحمل الوسيلة الأشهر والأكثر شعبية حول العالم لمنع الحمل، وتعتمد كفاءة حبوب منع الحمل على الاستعمال المنتظم، بأخذ قرص يوميّاً في موعد محدد.
 
وعدم الانتظام في حالات كثيرة يؤدي إلى فشل الحبوب في أداء وظيفتها، ولهذا تم تصنيع وسائل منع حمل هرمونية مختلفة يستمر تأثيرها لفترات طويلة، ولا تتقيد المرأة بموعد يومي لتعاطي الحبوب.
 
تؤخذ عن طريق الفم، وتعد طريقة هرمونية لمنع الحمل، يمكن أن تساعد أيضاً في انتظام الدورة الشهرية،أو حالة الدورة الشهرية المؤلمة أو الغزيرة.
تعمل الحبوب على منع التبويض-لا يتم إنتاج بويضة- لذلك لا يوجد شيء لتخصيب الحيوانات المنوية، فلا يحدث الحمل.
هناك أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل. تحتوي جميعها على أشكال تركيبية من هرمونات الأستروجين أو البروجيسترون أو كليهما.
 
موانع الحمل الهرمونية تؤخذ لمنع الحمل ولأسباب طبية أخرى مثل:
اكتشاف الدورة الشهرية.
غثيان.
حنان الثدي.
الصداع والصداع النصفي.
زيادة الوزن.
تغيرات في المزاج.
تغييرات في البصر لمن يستخدمون العدسات اللاصقة.