قرر أن يترك العمل في الأرض والبحث عن فرصة أفضل تدر عليه دخلًا يساعده في متطلبات الزواج، فحزم أمتعته وغادر قريته قصر الجبالي في الفيوم، إذ كانت مدينة السادس من أكتوبر هي قبلة الشاب محمود معوض صالح البالغ من العمر 27 عامًا للعمل في مجال المعمار عاملًا باليومية، وظل يعمل ساعات إضافية أخرى؛ لتوفير مبلغ من المال حتى يتقدم لخطبة فتاة من قريته، طموح الشاب وآماله انتهت بكابوس قتل غدرًا بـ3 طعنات في الصدر خلال الصلح بين شابين.
شقيق محمود: مات عشان شهم وابن بلد
«منه لله اللي قتل محمود بغير ذنب، كان رايح يصلح بين شابين بيتخانقوا عشان هو شهم وابن بلد، بس كان نصيبه أنه يتقتل غدر».. بهذه الكلمات شقيق الشاب محمود معوض صالح مأساة مقتله، لـ«الوطن»، مؤكدًا أنه كان مسالمًا ويحب الخير للجميع، وكلما رأى مشكلة أو خلافات بين الآخرين كان يتدخل للصلح بينهم.
وأضاف الأخ: «أن شقيقه عندما شاهد شابين يتشاجران في أحد شوارع أكتوبر، أسرع لفض المشاجرة لكن أحدهما استشاط غضبًا عندما وجده يقف حاجزًا بينه وبين خصمه فأسرع بتوجيه الطعنات إليه فسقط ميتا».
طعنات الغدر في صدر محمود صالح
وأوضح شقيق ضحية طعنات الغدر في أكتوبر، أن أخيه كان عائدًا من عمله طوال ساعات يومه، لكن شهامته لم تمنعه من التدخل لفض مشاجرة بين شابين لم يعرف أي منهما، فنال عدة طعنات تسببت في وفاته قبل أن يصل مستشفى الشيخ زايد التخصصي.
رحلة كفاح عامين انتهت بجريمة قتل مروعة
تلك الجريمة المروعة التي انتهت بمقتل الشاب محمود صالح معوض، كشفت عن عامين من الكفاح والعمل في مدينة أكتوبر كان يتخللها إجازات قصيرة لزيارة أسرته قبل أن يعود إليهم في نعش جثة هامدًا، لتنتهي أحلام «محمود» بتكوين أسرة والزواج إلى الأبد.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم، وأحيل للنيابة العامة التي قررت حبسه بتهمة القتل العمد، وجدد قاضي المعارضات صباح اليوم حبسه لمدة 15 يومًا بذات التهم بعدما اعترف بجريمته.