لا توجد جريمة كاملة وعلى المجرم أن ينال عقابه مهما طال الزمن" هذه المقولة راسخة بشكلا كبير عند عناصر الأجهزة الأمنية عندما يقومون بالتحقيق في أي واقعة جنائية.. والمحقق الجيد هو من يستطيع عندما يعاين مسرح الجريمة أن ينظر إليه من منظور مختلف بفكر مثلما يفكر مرتكب تلك الجريمة يبحث عن الأدلة الصغيرة والمبهمة، والتي في النهاية هي التي سوف تساعده وتوصله إلى الجانى وهو مستقر ومرتاح الضمير.
والجريمة التي شهدتها قرية نجوع الصوامعة بمركز أخميم شرقى محافظة سوهاج جريمة أعتقد مرتكبيها أنها مكتملة الأركان فالضحية هي طفلة مصابه بشلل رباعى لا تستطيع الحركة، ولا تستطيع حتى الدفاع عن نفسها ومرتكبا الواقعة هما عمها وزوجته، وهما أبعد ما يكونا من إرتكاب الواقعة لأن العرف يقول "عمر الدم ما يبقى ميه"، ولكن كسرت هذه القاعدة وحامت كل الشبهات حولهما لكنهما أنكرا جملة وتفصيلا إرتكاب هذه الفعلة البشعة وظلا يبحثان مع الأهل ورجال المباحث عن الطفلة، التي أختفت من منزلها المجاول لنفس المنزل الذى يعيشان فيه.
يقظة ضباط وحدة مركز شرطة أخميم هي من أوصلتهم إلى مرتكب الواقعة وإلى المكان الذى تم دفنها فيها بعد معاناه من البحث بكل المنازل المجاورة وأستجواب لكل الأٌقارب والأصدقاء، ومن حامت حولهم الشبهات ليكون فك اللغز والسر في كشف لغز الجريمة لم يكن ليتوقعه أحد أنه " العدس المطبوخ"، هذا الأمر قد يستغربه البعض، ولكن في بعض قرى الصعيد بصفة عامة وفى محافظة سوهاج بصفة خاصة المكان الذى يقتل فيه شخص، ويخشى الأهالى ظهور الجن متمثلا في صورته يقومون بطبخ كمية من العدس ورشها بمكان سقوط الجثة أو بمكان دفنها.
وهذا الأمر هو ما شد أنتباه رجال ضباط وحدة مباحث أخميم حبث عثروا على كمية كبيرة من العدس الأصفر المطبوخ منثورة على: {أرض منزل عم الطفلة المختفية وأعلى كمية من البوص ونظرا لأن هذا الموروث موجود لدى أهل الصعيد، وهم من أهل الصعيد قاموا برفع تراكمات البوص فوجدوا آثار حفر جديد بالأرض وتم رافع التراكمات وعثروا على الطفلة مرتديه كامل ملابسها داخل الحفرة.
وهنا أنها عم الطفلة المجنى عليها وزوجته وأعترفا بإرتكابهما للواقعة، وقاما بشرح كل التفاصيل مؤكدين أنهما أرتكبا الواقعة من أجل ذبح الطفلة على مقبرة أثرية لإستخراج الكنز، وخشية افتتضاح أمرهما قاما بخنق الطفلة وحفر حفرة لها ودفنها وقاما بطبخ العدس الأصفر ورشه بمكان الدفن بالمنزل لمنع ظهور عفريت المجنى عليها بالمنزل ومطاردتهما لقتلها.
ترجع الواقعة إلى بداية الشهر قبل الماضى ، عندما تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف غموض واقعة اختفاء طفلة معاقة ذهنيا وحركيا في ظروف غامضة بدائرة مركز أخميم، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عمها الذى قام باختطافها، من أجل ذبحها لفتح مكان لاستخراج ما به من آثار بدائرة المركز، وخوفا من افتضاح أمره وبعد إبلاغ والدة الطفلة للأجهزة باختفائها وقبل ارتكاب واقعة الذبح، قام بالتخلص منها بمساعدة زوجته عن طريق خنقها باستخدام إيشارب ودفنها داخل حوش المنزل.
وكان اللواء محمد عبدالمنعم شرباش مساعد الوزير مدير أمن سوهاج قد تلقى بلاغا من مأمور مركز شرطة أخميم، يفيد بتلقى المركز بلاغا من سيدة أفادت فيه باختفاء نجلتها البالغة من العمر 10 سنوات، وهى معاقة ذهنيا وحركيا ولم تتهم أحدا بأنه وراء اختفاء الطفلة.
وعلى الفور وبعد عرض المعلومات على اللواء محمد زين مدير إدارة المباحث الجنائية، قرر سرعة تشكيل فريق بحث برئاسة العميد على العمارى رئيس مباحث المديرية، والعقيد عمرو أبوبكر مفتش المباحث، والرائد أحمد صقر رئيس وحدة مباحث المركز، والرائدان محمد حسان ومحمد عبدالكريم، والملازم أول محمد الكشكى معاونو مباحث المركز، وتبين من خلال التحريات الأولية أن مقدمة البلاغ والدة الطفلة، وأشارت إلى اختفاء الطفلة من أمام منزلها وأنها تعانى من ضمور بالمخ نتج عنه إعاقة ذهنية وحركية وأنها تبلغ من العمر 10 سنوات.
تم وضع خطة بحث هادفه كان من أهم بنودها فحص علاقات مقدمة البلاغ مع الأخرين والخلافات القائمة، وآخر شهود رؤية للطفلة وسؤال الأقارب والجيران مع الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في عملية الكشف عن أماكن تواجد الطفلة محل بلاغ الغياب.
وتوصلت جهود فريق البحث بعد التطبيق الجيد لعناصر الخطة أن الطفلة المبلغ بغيابها تدعى ش. ح . ح . م 10 سنوات، وأن الطفلة معاقة حركيا وذهنيا وأنها لا تستطيع الحركة تم مناقشة الجيران، ومناقشة أقارب الطفلة لتحديد آخر شاهد روية للطفلة وتم تفتيش المنازل المجاورة.
وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة عمها وزوجته، حيث أن العم يقوم بأعمال الحفر والتنقيب عن الأثار لاستخراج بعض القطع الأثرية من باطن الأرض، وأن أحد الدجالين الذى يعمل معه في عملية الحفر والتنقيب أكد له أنه لا يمكن الوصول والدخول إلى مكان وجود الأثار إلا بذبح طفلة بالمكان.
وتنفيذا لتعليمات الدجال قام العم بمساعدة زوجته باستغلال وجود الأب بالعمل خارج القرية والأم خرجت إلى مكتب البريد و الطفلة موجودة منفرده بالمنزل، وقام بنقل الطفلة من منزلها إلى منزله بمساعدة زوجته وعقب قيام الأم بالصراخ وإبلاغ الشرطة باختفاء الطفلة، قرر العم وزوجته بسرعة التخلص من الطفلة خشية افتضاح أمره، وقام على الفور بخنق الطفلة مستخدما في ذلك إيشارب حتى فارقت الحياة وقام بحفر حفره عميقه داخل المنزل، وقام بوضعها بكامل ملابسها وقام بوضع كميات كبيرة من الرمال عليها، وقام بوضع كميات من الجولات أعلى الحفر وملابس قديمة في محاولة لإخفاء مكان الجريمة.
تم تفتيش المنزل ولفت انتباه فريق البحث أن الأرض غير مستويه بحوش المنزل تم رفع الجولات والرمال وعثر على الطفلة جثة هامده داخل الحفرة، تم استخراجها وبمواجهة المتهم بما توصلت إليه التحريات اعترف بارتكابه الواقعة تفصيليا طبقا لما جاء بالتحريات، تم تحرير محضر بالواقعة وتم العرض على النيابة العامة لتتولى التحقيق في الواقعة، وقررت النيابة العامة بمركز أخميم حبس العامل وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم التجديد لهما في الميعاد وتم إحالة الواقعة إلى محكمة الجنايات التي باشرت شئونها.