حمدي رزق
نموذج للأدب الرئاسى، ما تفضل به الرئيس السيسى مع قائده، اللواء أركان حرب سمير فرج، من احترام وتكريم وعرفان وامتنان، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
جملة الرئيس «العين متعلاش على الحاجب» جملة بليغة، على بساطتها تشكل دستورًا شعبيًا مستقرًا فى الضمير الجمعى المصرى، فضل الأب على الأبناء، فضل المعلم على طلابه، فضل القائد على جنوده، وصية بإفشاء الفضل بينكم، وتُعرفون بالفضل، والفضل كل الفضل إسناد الفضل لأهله.
نعم من علمنى حرفًا، وقُم للمعلم وفِّه تبجيلًا، التصرف الرئاسى يترجم أدبيات مستقرة، صحيح توارت فى لجة الموج الحياتى، ولكنها تبرق لمعانًا فى لحظات خاطفة كالبرق، خطفنا الرئيس بهذه الجملة المأثورة «العين متعلاش على الحاجب».
مستوجب إنزال الكرماء منازلهم، مكانهم الكريم، والاعتراف بفضلهم، والامتنان لحُسن صنيعهم.
ما حرك الدمع فى عين اللواء سمير هو تواضع الرئيس، وامتنانه، وكرمه مع قائده، قبل هذا الحوار الذى فتحه الرئيس، لم يبح اللواء سمير فرج بهذا السر أبدًا، أنه كان مقدمًا فى كتيبة ملازمها الأول ومسؤول الاستطلاع فيها الضابط عبدالفتاح السيسى، وهذا من قمة الأدب والاحترام أن تُمسك عن القول فتحسن القول صمتًا، يسمونه الصمت البليغ.
وتواضعًا واحترامًا من الرئيس أن يعلن على العالم أن هذا الرجل قائده، ويجله، ويحترمه، وينزله منزلة مستحقة تكريمًا وإجلالًا.
ما أعلنه اللواء سمير فرج من «تقرير الامتياز السرى» للملازم أول عبدالفتاح سعيد السيسى، ووصفه باكرًا بأنه «صاحب قرار»، يدخل فى بند النبوءات المستقبلية، لذا توقع منه قرارًا صعبًا، أشبه بقرار العبور، قرار إزاحة الاحتلال الإخوانى عن قلب مصر، كان متيقنًا يقينًا، وعن خبرة بالرجل، وما خاب ظنه، وأثمن مقولته الثاقبة، كل ما أتاه الرجل من عمل شاق وجاد فى إعمار مصر، يظل تاريخيًا تخليصه مصر من الاحتلال الإخوانى أهم قراراته المصيرية، قرار أعاد مصر للمصريين من حالة اختطاف مؤقتة.
ولولا انحيازه للإرادة الشعبية لكان لمصر مصير مظلم، ورغم كل الإغراءات الإخوانية، لم يحد عن الطريق القويم الذى اختطه الآباء المؤسسون فى القوات المسلحة الوطنية، التى تضع الشعب وإرادته فى أعلى عليين.
اللافت مجددًا امتنان الرئيس للشعب المصرى وكيف كان سندًا قويًا وراعيًا لجيشه فى لحظة مصيرية فارقة بعد هزيمة ٦٧، وكيف يرد الجيش جميل الشعب فى تهيئة أسباب العيش الكريم لكرماء هذا الوطن. خلاصته احتفال القوات المسلحة بنصر أكتوبر كان أشبه باستحضار روح النصر، والتكاتف والتآزر، واللُحمة الوطنية، وإيد بإيد، وكتف بكتف، وذراع بذراع، والجيش من ضلع هذا الشعب، وقادته من بين الصلب والترائب.
نقلا عن المصرى اليوم