قبل 6 سنوات، عرضت الإعلامية ريهام سعيد، حلقة شاهدها أكثر من 17 مليون شخص على منصة «يوتيوب»، لـ5 بنات زعموا نزولهم تحت الأرض ليلا، وتعرضهم لمس الجن، لفتت أنظار الجميع لخوضها في موضوعات الجن والمس والعفاريت، لكن يبدو أن تلك الحلقة، تطارد المذيعة بعد سنوات من العرض.
وخرجت ريهام سعيد، في بث مباشر عبر صفحتها على «فيسبوك»، قبل يوم، تسب الحلقة بقولها: «كانت حلقة منيلة بستين نيلة»، إذ اعتبرتها مدخلًا لحالتها النفسية السيئة، ومن ثم تعرضها للسحر الأسود، موضحة أنها سألت شيوخا وأقروا لها بأنه ليس من جهة واحدة، لكن من جهات متعددة، وكلما ينتهي يُجدد مرة أخرى، ناصحة الجمهور بعدم الجلوس مع شيوخ لفك أي أعمال سحر، لما لها من ضرر أكثر من النفع.
نقدم خلال السطور التالية، حكاية الحلقة التي تسببت في إحساس الإعلامية ريهام سعيد، بأنها مصابة بالسحر الأسود.
حكاية حلقات الـ5 فتيات الممسوسين
«أنا حياتي بايظة تماما، أولادي كويسين وجوزي كويس، لكن حياتي مش ماشية في سياقها العادي، وبيحصل حاجات كتير قوي مش ماشية مع الواقع»، هكذا بدأت الإعلامية ريهام سعيد، تتحدث عن كواليس تعرضها للحسد والسحر، عقب الحلقات المثيرة للجدل التي ظهرت خلالها قبل 6 سنوات، والتي أكدت أنها كانت جرأة منها، إذ سمعت بوجود آثار تحت منزل هذه الأسرة، وأن الجن المُكلّف بحراسة هذه الفتيات، هو الذي يحاول أذيتهن.
وتحدثت ريهام سعيد، خلال البث المباشر، عن كواليس تعرضها للسحر، الذي أثر على حياتها الشخصية، إذ قالت: «أنا مؤمنة إن كل شوية بيتعمل لي سحر بوقف الحال، ووقف الشغل والطلاق، والناس بتاعة ربنا اللي مش بيبقى ليها في الدجل والشعوذة، بيقولولي إن أنا معمول لي سحر، وكل ما يتفك الجهة دي بتجدده، وللأسف هي مش جهة واحدة اللي بتعمل كده.. ناس كتير أوي وأسبابهم مختلفة».
العواقب التي حدثت للإعلامية ريهام سعيد، جراء تعرضها للسحر -على حد وصفها-، قالت عنها خلال البث المباشر: «أنا تعبت من موضوع السحر ده، وبيحصل حاجات مش طبيعية، وبيحصل حاجات لا تتوافق مع قدراتك».
حلقات الجن والعفاريت
لم تكن تلك المرة التي تتحدث فيها الإعلامية، عن ما تعرضت له جراء حلقات الجن والعفارية، فخلال استضافتها برنامج «شيخ الحارة»، تحدثت عن عواقب السحر عليها عقب الحلقتين التي قامت بهما عن الجن والعفاريت: «كنا راجعين من أوردر قرية بتولع لوحدها، وإحنا راجعين المصور بطنه كبرت أوي، وابتدى يعرق، ويقول الجن، وأنا مكنتش مقتنعة، ولما روحنا لقينا الماتريل كله اتمسح، ويحاول يعالج ويصلح ملقاش حاجة، قالولنا تاني يوم إن بالليل كان بيسمعوا أصوات وصريخ من غرفة المونتاج بقناة النهار، الجن ضربني بالطوب أنا وأحمد بدير وخربشه وصحاه من النوم».
وتابعت الإعلامية ريهام سعيد، خلال الحلقة: «اتعملي عمل سفلي بوقف الحال لمدة 5 سنوات، مش عارفة أفكه وبعافر، الغريب مكنتش أعرف ولا مصدقة الموضوع ده، وكل مرة محدش يرضى يقولي مين اللي عمل كده»، ليفاجئها شيخ الحارة: «أنا عارف مين وهي واحدة ست».
السحر الأسود من منظور الشرع
نصحت ريهام سعيد، نفسها والجمهور بقراءة سورة البقرة لمدة 40 يوما متواصلة، وبعد الانتهاء تُقرأ كل 3 أيام، لتقول إن ذلك يفك ما يتعرضون له، محذرة الناس من الذهاب إلى الشيوخ لفك السحر، لأنه يجعل الشخص مُعرض أكثر لأي حسد أو سحر، مُرجعة ذلك إلى طريقة الكشف التي تتسبب في فتح مسام الجلد كلها.
وتحدث الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لـ«هُن»، عن حقيقة إصابة شخص ما بالسحر من أشخاص مصابين به، وحقيقة الأذى من وراءه، إذ قال: «إحنا بنقف في القرآن عن الآيات التي تتحدث عن السحر والمس، لكن مبنكملش الآيات، والآية اللي ذكرت العبد الصالح وهي قصة سيدنا سليمان، التي ذكرت أن العبد الصالح أقوى من الجن، فالآية دي بينت إن الإنسان إذا كان مؤمن وموحد بالله، ويؤدي ورده اليومي، ويحافظ على الصلوات وذكر الله، فهو أقوى بكثير من الجن».
وأضاف هندي: «أتمنى نسأل نفسنا سؤال: ليه مفيش غيرنا في المنطقة العربية من المذيعين اللي بيتكلم عن السحر والجن، وطلعوا اتكلموا إن حصلهم كده، رغم إنه موجود في الديانة المسيحية أيضا، الحديث عن السحر والمس؟».
هل يصاب الإنسان بالأذى أثناء جلوسه مع مصاب بالسحر؟
ونوه عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أنه يؤخذ بجزء من النص القرآني بوجود السحر والمس، ولا يؤخذ بالجزء الآخر، إذ تابع: «لا نأخذ بكلام الرسول والآيات القرآنية بقول الله عز وجل في كتابه العزيز: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، وفي قوله تعالى: {ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}».
وتساءل الدكتور عبد الغني هندي: «هل إحنا التزمنا بأداء الفروض والصلوات وذكر الله، وحدث وأصبت بالمس أو السحر»، ليرد مضيفًا: «الرسول كان يذكر الله في اليوم أكثر من 100 مرة وهو المعصوم، لذلك يُزين العقل للإنسان أمور، بأنه مصاب بالسحر أو المس نتيجة جلوسه مع أشخاص مصابين به، وهو ليس له أساس في الشرع أو الدين».
وفيما يخص نسب الابتلاءات التي تحدث للشخص من وقف حال سواء في العمل أو الحياة الشخصية من طلاق وانفصال وغيره إلى التعرض للسحر، قال عنها: «هذا ليس له أساس من الصحة، فالقضية هو أن الشرع لما بيقول شيء بينزل على العقل والقلب».