بقلم: فيولا فهمي
مثلما تتحول الإنتخابات إلى موسم لتقديم المنح والتبرعات، ويصبح الحديث عن إسهامات مصر في المنطقة العربية موسم دولي للمزايدات، وتكون الاعتقالات الجماعية لعناصر الإخوان المسلمين وتقديمهم للمحاكمات العسكرية موسم رائع يستغله الطرفين للانتقادات وتبادل الاتهامات، ويصبح الحديث عن قطع أو تخفيض المعونة موسم للهجوم على الأقباط في المهجر والنشطاء الهاربين من نار المضايقات، ويتسبب بداية العام الدراسي في رواج موسم الدروس الخصوصية والمجموعات، وتتحول الأنباء عن التغيرات الوزارية إلى موسم لرصد وهمية الإنجازات..
هكذا أيضًا يتحول شهر رمضان إلى موسم الإعلانات عن الأعمال الخيرية وقبول التبرعات..
فانتشار البرامج والإعلانات على قنوات التليفزيون والفضائيات عن كشوف الحسابات البنكية التي تتلقى التبرعات الخيرية أمرًا يعكس تحول العطاء إلى مواسم سنوية واستغلال الشهر الكريم في الدعاية لبيزنس الخير والإحسان والكفالة الإجتماعية، في محاولة لاستقطاع كوتة من أموال الزكاة والتبرعات الإسلامية.
وكأن جياع مصر لا يظهروا إلا في شهر الصيام، وفقراء المحروسة لا يجب الإهتمام بهم إلا بعد رؤية هلال رمضان، والمحتاجين إلى الكساء والدواء لا يجب أن نساعدهم على قضاء حاجتهم إلا بعد انتهاء شهر رجب وأخوه شعبان، ومرضى السرطان من الأطفال المقيمين في مستشفى 75357 لا يجب الإلتفات إلى نداءاتهم بالمساعدة والتبرع إلا خلال شهر الخير والإحسان.
فهكذا تُدار الحياة في المحروسة.. مواسم للمزايدات وأخرى للبلطجة والإفتراءات وغيرها لتبادل الإتهامات وإحكام المضايقات، وأخرى لتقديم المنح والتبرعات!! بالرغم أن الجياع والفقراء والمحرومين والمحتاجين موجودين ومتناثرين في جميع بقاع الخريطة المصرية على مدار شهور السنة الهجرية والميلادية، إلا أن التصاق وارتباط بيزنس الأعمال الخيرية بالمواسم الدينية، جعل من شهر التعبد وتعاطي المنشطات الدينية موسمًا رائجًا لجمع التبرعات الخيرية والعطايا المالية!!