كتب – محرر الاقباط متحدون
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية السابع والسبعين بلبنان، في الصرح البطريركي في بكركي رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يرافقه الوزراء جورج قرداحي، وليد نصار، هنري خوري، وجوني القرم بحضور المطارنة سمير مظلوم، حنا علوان، بولس الصياح وانطوان عوكر.
تحدث ميقاتي بعد اللقاء وقال:" أردت اليوم مع معالي الوزراء أن أقوم بزيارة لصاحب الغبطة في هذا الصباح المبارك وقد أطلعته على سير عمل الحكومة، وطلبتُ منه البركة والصلاة والدعاء لأننا نحتاجها في كل لحظة".
وأضاف: "لقد كان الجو جيدا وطمأنت صاحب الغبطة بأن الامور ستسير في طريق إعادة لبنان الى دوره الاقتصادي، كما تحدثنا عن الشأن الإجتماعي، ونقل البطريرك بدوره الهواجس الإجتماعية والمعيشية، خصوصا شؤون المزارعين وكيفية معالجتها".
وردا على سؤال عن الأوضاع المزرية التي يعيشها اللبناني، أكد ميقاتي " أننا لا نفوت فرصة الا ونكون فيها مع هموم الناس وانا أعرف هذه الهموم الكبيرة، ونحن نسعى، لكن بصراحة العين بصيرة واليد قصيرة، اذ لدينا مشكلات كثيرة ونسعى لحلها بروية، وقد اتخذ وزير الطاقة بالأمس اجراءات سريعة وقام بجولات على المحطات ونحن نلاحق كل المخالفات."
وعن فتح أبواب السعودية أمامه، أجاب ميقاتي: "أنا باعتقادي أن السعودية هي قبلتي السياسية والدينية وبالتالي لم تقفل أبوابها بأي حال، و عندما أؤدي صلواتي الخمس يومياً اتجه نحو القبلة في السعودية".
وعن موضوع التهديد الذي تلقاه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أجاب: "لقد استفسرنا عن هذا الموضوع وما من شيء مؤكد، التعليق الذي حصل قام به وزير العدل، ولقد إتخذت الإجراءات اللازمة لإضافة الأمن والحراسة للقاضي البيطار، لكن أقول إنه يجب أن نميز بين الشعبوية والقانون والدستور، ويجب أن نتصرف بروية بعيدا عن الشعبوية لأننا نريد الوصول الى الحقيقة."
والتقى غبطته وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، الذي اشار بعد اللقاءالى ان هذه الزيارة هي الأولى له الى الصرح البطريركي وقال: "لقد تشرفت اليوم بزيارة صاحب الغبطة للمرة الأولى ووضعته في أجواء عمل الحكومة، ووزارة الداخلية بشكل خاص ودورها في رعاية الأمن والاهتمام بشؤون المواطنين وحاجاتهم الأساسية، وفيما يتعلق بموضوع الانتخابات نقل إلينا صاحب الغبطة هواجسه فيما يتعلق بحقوق المواطنين على اختلاف انتماءاتهم، وقد أبديت استعدادي الكامل لتأمين حقوق كل اللبنانيين".
وفي رده على سؤال عن شفافية الانتخابات النيابية المقبلة اذا ما تمت، قال مولوي: "بالنسبة لحصول الانتخابات فقد أكدت الحكومة في بيانها الوزراي هذا الأمر، وبالنسبة لي أؤكد أن الانتخابات ستحصل في وقتها وستكون انتخابات نزيهة وشفافة، ونحن نعمل حالياً على موضوع تعيين هيئة إشراف على الانتخابات بأقرب وقت ممكن، وجميعكم يعلم أنني آت من العمل القضائي وأريد أن أنجح في هذه الوزارة وسأسعى لتأمين نجاح الانتخابات، لأن نجاحها من نجاحي."
وعن مذكرات التوقيف الصادرة بحق المسؤولين اللبنانيين و صلاحية عناصر قوى الأمن الداخلي و المباشرين المدنيين في هذا الأمر، أجاب مولوي: "يجب التمييز بين تنفيذ المذكرات والأحكام العدلية والتي تستدعي استعمال القوة من قبل قوى الأمن الداخلي تحت إشراف النيابة العامة وليس تحت إشراف وزارة الداخلية، وبين الأمور التي تتعلّق بتبليغ أو لصق ورقة، وهو ما كان طلبه القاضي بيطار، وهذا أمر لا يتطلّب أي عمل أمني".
أما عن حسمه موضوع أذونات الملاحقة، أكد مولوي أنه سيطبّق القانون وأنه قد يُفاجىء البعض فيما سيقوم به.
بعدها استقبل البطريرك الراعي النائب فؤاد المخزومي الذي اوضح ان زيارة اليوم لصاحب الغبطة هي "لتهنئته على مواقفه المتقدمة فيما يخصّ سيادة لبنان وموقفه من محاولة كفّ يد القاضي بيطار، حيث لم نر أي مسؤول في الدولة يعترض على التهديد الذي تعرض له القاضي بيطار، على الرغم من وجود بيان وزاري اعتبر أنه من الضروري أن يجري التحقيق في ملف تفجير المرفأ".
وأضاف مخزومي: "لقد تحدثت مع صاحب الغبطة عن زيارة وزير خارجية إيران في ظل التهريب الحاصل للبنزين والمازوت الايراني، وهنا لا يمكننا أن نلوم الإيراني، في حين لم نسمع أي تصريح من المسؤولين الذين التقوه".
وتابع قائلاً: "بالأمس اجتمعنا في مجلس النواب لبحث قانون الانتخاب، وكنا نفضّل لو بقيت الانتخابات في شهر أيار كي نعطي للمعارضة وللشعب اللبناني الذي انتفض في 17 تشرين الفرصة للتحضير، ولكني أتفهم مصادفة شهر رمضان المبارك، ولكن ما لا أتفهّمه هو عدم تمرير موضوع الكوتا النسائية وكنت قد وقعت مع الزميل شامل روكز المشروع المُقدّم من الهيئة الوطنية للمرأة، ولكن كان هناك رفض كامل لدور المرأة في القرار السياسي، أما عن دور المغتربين في الانتخابات المقبلة في لبنان فلا يعقل أن نعزل المغتربين من خلال اختزالهم بستة نواب فقط، وأنا أثنيت على موقف صاحب الغبطة الرافض لإلغاء دور المغتربين في الانتخابات".
ومن زوار الصرح البطريركي أستاذ الدراسات الاسلامية رضوان السيد، الذي لفت الى اهمية العظات الأخيرة التي القاها غبطته، مشيرا الى" ضرورة اتباع ما يطالب به البطريرك الراعي وسط التوترات الآن بسبب الانتخابات، وهو العمل بالدستور وبصيغة العيش المشترك لتلافي إمكان حصول اي إنقسام مسيحي اسلامي من جديد."