كتب – روماني صبري
توفي المفكر المصري حسن حنفي، امس الخميس عن عمر ناهز 86 عاما، وكان الراحل أستاذ جامعي ويُعد واحدا من منظري تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.
من تلاميذه مفكر زعموا انه بات ملحدا
توج الراحل بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2009، وكان كشف حنفي في حوار مع إحدى المجلات المصرية عن أهم تلاميذه في مصر: نصر حامد ابو زيد – المفكر الذي طالب بالتحرر من سلطة النصوص الدينية فاتهموه بالكفر والإلحاد وفرقوه عن زوجته، وذكر انه من بين تلاميذه ايضا : على مبروك الأستاذ المساعد بقسم الفلسفة، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وكريم الصياد الذي شغل منصب أستاذ مساعد بقسم الفلسفة، بكلية الآداب، جامعة القاهرة.
التراث القديم ليس هو الدين
يقول حنفي في كتابه دراسات فلسفية :"التراث القديم ليس هو الدِّين، وبالتالي ليس له طابعُ التقديس، بل إن الدِّين هو جزء من التراث؛ أي الموروث العقائدي، بجوار الموروث الأدبي والعُرفي. هو نتيجةُ ظروفٍ سياسية قديمة، وصراعٍ على السلطة، وتعبير عن أوضاع اجتماعية."
فلا سُلطانَ إِلَّا للعَقل
وفي كتابه التراث والتجديد قال :"مُهمَّةُ التُّراثِ والتَّجديدِ حلُّ طَلاسِمِ المَاضي مرَّةً واحدةً وإلى الأَبَد، وفكُّ أسرارِ الموروثِ حتَّى لا تعودَ إلى الظُّهور، مُهمَّةُ التراثِ والتَّجديدِ التحرُّرُ مِنَ السُّلطةِ بكلِّ أنواعِها؛ سُلطةِ الماضِي، وسُلطةِ المورُوث، فلا سُلطانَ إِلَّا للعَقل، ولا سُلطانَ إِلَّا لِضرُورةِ الواقِعِ الذِي نَعيشُ فيهِ وتحريرِ وِجدانِنا المُعاصرِ مِنَ الخَوفِ والرَّهبةِ والطَّاعةِ للسُّلطة."
اثرى الثقافة والفكر
وشدد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على الجهود العظيمة لحنفي لاثراء الثقافة والفكر والمكتبات، ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم الغربي ايضا.
انتميت للاخوان المسلمين ذات يوما
صرح حنفي خلال حلوله ضيفا على فضائية "دريم 2" ببرنامج العاشرة مساء تقديم الاعلامية منى الشاذلي، بانه انتمى للإخوان المسلمين في مرحلة الثانوية والجامعة وأنه كان زميلا للمرشد السابق مهدي عاكف في شعبة باب الشعرية، لكنه تحول فكريا.
مضيفا :" ملفي في وزارة الداخلية مصنف تحت عنوان "إخواني شيوعي"، وأنه يدعو إلى اليسار الإسلامي، وقال أن الكثير من الأتراك والماليزيين والإندونيسيين الإسلاميين استفادوا من أفكاره وأطروحاته.
احب حنفي مهنة التدريس، ومارسها في عدد من الجامعات العربية ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة، له عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية، حاز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون وذلك برسالتين للدكتوراه، قام بترجمتهما إلى العربية ونشرهما في عام 2006 م تحت عنوان: "تأويل الظاهريات" و"ظاهريات التأويل"، وقضى في إعدادهما حوالي عشر سنوات.
عمل مستشاراً علمياً في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987)، وكان نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية.
كان يمدني بالمراجع الأجنبية
نعاه رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، قائلا :" اعزي اسرة الفقيد وادعو الله أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يرزق أهله الصبر والسلوان.
مضيفا عبر صفحته على فيسبوك:" المفكر الراحل لم يكن يحمل أي شيء في نفسه مني عندما كنت أختلف معه في الرأي اختلافا كبيرا، وأنا لا أزال معيدا وهو كان رئيسا للقسم في الثمانينيات.
موضحا :" كان يمدني بالمراجع الأجنبية من مكتبته العامرة وأنا في مرحلة الطلب العلمي، بل كان يقتطع جزءا كبيرا من وقته وراحته وهو خارج مصر لكي يحضر لي شخصيا المراجع التي طلبتها منه".
زخرت المكتبات العربية والعالمية بمؤلفاته
اعرب شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، عن حزنه لرحيل حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة وقال :" رحم الله الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، الذي قضى عمره في محراب الفكر والفلسفة، وزخرت المكتبات العربية والعالمية بمؤلفاته وتحقيقاته.
وكشف عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، وأذكر له مطالبته الغرب والمستشرقين بإنصاف الشرق والحضارة الشرقية والقيم الإنسانية النبيلة، رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.