زهير دعيم
لطالما لمْلمْتُ شذراتِ نفسي التائهة
في جنبات الطّرق
ومعارج الأيام
وبكيتُ...

بكيتُ وحدي
وسرت لا ألوي على شيء
سرْتُ ...
في دروب لا تعرف النهاية
تتعرّج انحدارًا وانحدارًا
إلى سبيل الهاوية
إلى دُروبٍ كلّها همّ وهوان ...
إلى أنْ صادفته ..

صادفته فجأة
فابتسم ومدّ ذراعيه
واحتضن أحزاني ...وكفكف دمعي المُنهمر
وربَّتَ على كتفي
وجلسنا على مفرق الأيام
وكفّه المجروحة في كفّي
وحكى...

عن مركبٍ رسا في البحيرة
ووقف الصّياد الأكبر على مقدمته
وغرّدَ الأفراح والمحبة
وسكب الرّوحَ نجيعًا
على خشبة شاردة
ومِسمارٍ وإكليل شوك
وبكى...

-وأنا أسحب يدي من يده-
بكى النفوس التائهة
الغارقة في ديجور الشكّ
وجمود الحرف والصحراء
تركته ...
وإذا أنا بُرعم جديد
برعم لوز وأقاحٍ
يتنفّس الحقَّ
ويشربُ ندى العطاء
وعبق الوجود
تركته ...
ولكنه لم يتركني
ظلَّ يلازمني ..

في منامي..
في صحوتي
في دروب من أمل
تارةً يحملني
في طرقي الوعرة
وأخرى يعزّيني
ويرُشُّ دربي عطرًا
وحكايات .