هاني لبيب
52 سنة بالتمام والكمال، اليوم على إطلاق شبكة الإنترنت، كأعظم اختراع غيَّر ملامح تاريخ الإنسانية على الإطلاق، ولا يزال يغيرها عبر مجهول معلوماتى يتطور أسرع مما يتوقعه العقل البشرى.
يعلم الجميع من هو بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، باعتباره من أشهر الشخصيات العالمية التى ارتبطت أسماؤها بعالم الفضاء الرقمى، غير أن هناك ثلاثة أشخاص غيروا تاريخ الإنسانية، ولا يعرفهم الجمهور العريض، يعرفهم فقط العلماء المتخصصون فى عالم الإنترنت، إنهم العمالقة الثلاثة الذين يعتبرون أكبر البناة فى التاريخ، وأعظم من أفادوا الإنسانية منذ أن اكتشف الإنسان النار، الشخص الأول هو فينت سيرف وبعض زملائه الذين أبدعوا فى توصيل جهاز الكمبيوتر بجهاز آخر، فيخاطب الجهاز الأول نظيره الجهاز الثانى دون تدخل إنسانى إلا فى إدخال الرسالة من ناحية الأول.
وفى القراءة من الناحية الأخرى من الثانى، أما الثانى فهو بوب كيهين «صديق فينت سيرف» حيث استطاعا معًا كتابة البرنامج الأساسى لشبكة الإنترنت، وهو TCP/IP فى عام 1973، أما الثالث فهو تيم برنرز لى الذى بفضل اختراعه وصلت شبكة الإنترنت إلى جميع الإنسانية، من خلال اختراعه الشبكة العنكبوتية العالمية World Wide Web والتى نعرفها جميعًا بالحروف WWW التى تتصدر كل المواقع على الإنترنت، واخترع معها لغة الـ HTML وهى لغة التعامل مع الشبكات.
أصبحت شبكة الإنترنت من أكثر أدوات الاتصال تفاعلًا وتطورًا للدرجة التى جعلتها مصدرًا أساسيًا ورئيسيًا للمعلومات ليس فقط للجمهور العادى، ولكن أيضًا للباحثين والكتاب والمتخصصين والصحفيين والإعلاميين، لما تتسم به من سرعة فى الحصول على المعلومة بتنوع وشمولية ليس لها مثيل، كما أن التطوير الذى يحدث فى عالم الفضاء الرقمى هو تطور مستمر متزامن مع الميديا الجديدة ومواقع السوشيال ميديا، والتى تعتبر واحدة من أهم وسائل الإعلام الجديد التى تساعد على المزيد من التواصل بين الأفكار والخبرات والتجارب، من أجل ترسيخ ممارسة حق حرية التعبير وتفعيل تبادل الآراء على مستوى الكرة الأرضية.
طبقًا للإحصاءات الرسمية، يتضاعف عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، خاصة مع تطور البنية الأساسية للاتصالات، وأعتقد أن الأمر سيتطور خلال الفترة القليلة القادمة عالميًا، باعتبار التطور التكنولوجى سيمثل خطوة نحو ما يعرف بالديمقراطية الإلكترونية، أذكر أن بيل جيتس قال: إن انتشار الإنترنت وشبكات الاتصال الحديثة على أجهزة الكمبيوتر يدعم الفرصة أمام المواطن العادى للمشاركة الفعالة فى عملية الديمقراطية.
من الواضح، أن الإنترنت سيكون أحد العوامل الرئيسية خلال الفترة القادمة، فى إعادة صياغة تاريخ العالم بعد أن تحول لوسيلة «إعلام» جماعية دون رقابة أو حذف، ودون تكلفة أو مجهود.
نقطة ومن أول السطر..
ترى، هل ستتعارض الحرية الشخصية لأى مواطن مع تلك المساحة من الحريات غير المحدودة فى عالم الفضاء الرقمى؟، وهل يمكن أن ترتد تدريجيًا بصورة سلبية تساعد على تآكل حدود الحرية الشخصية؟.
نقلا عن المصرى اليوم