الأب رفيق جريش
تُعقد فى أواخر شهر أكتوبر الحالى قمة مجموعة العشرين (بالإنجليزية: Group of Twenty)، وذلك فى مدينة روما، وهى منتدى دولى مهم يجمع الحكومات ومحافظى البنوك المركزية من 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبى.
وقد تأسست المنظمة سنة 1999، وذلك بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالى الدولى، وأيضا معالجة القضايا التى تتجاوز مسؤوليات أى شخص إلى مسؤوليات دول. وقد وسعت مجموعة العشرين منذ عام 2008 عدد المشاركين، حيث أصبح يشارك فى قمتها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول، فضلًا عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر، والأعضاء الحاليون لمجموعة العشرين يمثلون نحو 65.2 % من سكان العالم، ويمثلون مناطق جغرافية مختلفة من العالم.
ماذا نريد من مجموعة العشرين والعالم يمر بتحديات كبيرة؟
نأمل أن تأخذ هذه القمة فى عين الاعتبار تحقيق التوازن بين الدول الغنية والدول النامية وتحت النامية، مع اعتراف الجميع بأن هناك ظلمًا فى عدالة توزيع الخيرات، ومن بينها على سبيل المثال الحق فى الحصول على اللقاحات والعلاجات الصحية من أجل تخطى أزمة « كورونا » الحالية، كما نأمل أن يساهم هذا الاجتماع بين رؤساء الدول والحكومات الأكثر غنى وتقدمًا فى التخفيف من حدة التوترات الراهنة والكثيرة والواسعة فى بقاع كثيرة من العالم، خاصة أنها تولد العنف، فقد آن الآوان لهذه الدول أن تنتقل من الأقوال إلى الأفعال، كما عليها سرعة التصرف دون إرجاء أو تباطؤ، بل العالم يستطيع أن يتخطى النتائج الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا إذا اتحد على هدف واحد من أجل «الإنسان»، وتسمية المشاكل والصعوبات بأسمائها دون التواء حتى نجد الحلول الجذرية لها.
كذلك أمامنا اليوم تحديات كثيرة، وهى التغيرات المناخية التى ستناقشها الأمم المتحدة فى قمة جلاسكو بأسكتلندا فى 12 نوفمبر القادم، فالتغيير المناخى هو تحد كبير أمام العالم، لأن درجة حرارة الأرض تزيد على معدلها الطبيعى، وتسببت فى تغيرات طبيعية كبيرة مثل: ذوبان الثلج فى القطبين الشمالى والجنوبى، وحرائق الغابات فى بقاع كثيرة فى العالم.. وغيرهما من التغيرات، حتى إن بيتنا المشترك أصبح مريضًا وتظهر عليه كل يوم أعراض مرضية بسبب هذه التغيرات المناخية.
التحديات كبيرة وكثيرة وتفوق قدرة أى دولة على أن تعمل أى شىء إصلاحيًا وحدها، بل يجب على جميع الدول أن تتشارك المسؤولية، فكل مرة نقرأ أو نسمع أن قادة العالم يجتمعون من أجل خير الإنسانية، تندفع آمالنا إلى أعلى، آملين أن تُتخذ فى تلك القمم قرارات صالحة من أجل الفقر أو المتفقرين من هذا العالم، حيث يستحقون من إخوتهم فى الإنسانية حياة كريمة.
نقلا عن المصرى اليوم