ياسر أيوب
أرسل لى هانى دانيال كتابه بعنوان.. طريقك للكرة الذهبية- كواليس 4 سنوات مع الفيفا.. ورغم أننى لم يسبق لى لقاء هانى أو الحديث معه إلا أننى اهتممت بالكتاب وقرأته باحترام لأكثر من سبب.. منها تلك الحرب القاسية التى تعرض لها هانى فى مصر باعتباره لا يملك مؤهلات تمنحه حق المشاركة فى اختيار اللاعب الأفضل فى العالم.. أو أن هانى أصبح مثل كثيرين فى مصر الكروية اليوم تمردوا على محليتهم ولم يعرفوا أو يعترفوا بالتواضع المهنى وفتحوا بإرادتهم وإصرارهم أبواب العالم وإعلامه وملاعبه.
وأيضا لأن العالم الكروى كله ينتظر حاليا التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الحالى، حيث سيتم إعلان النجم الفائز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم.. وبدأت تنتشر شائعات وتسريبات بأن ليفاندوفسكى، نجم بايرن ميونخ، هو المرشح الأول للفوز بها، يليه بالترتيب كل من ميسى وبنزيمة ومحمد صلاح.. وحكى هانى فى كتابه كواليس الاختيار والتصويت كيف يقوم بذلك صحفيون من مختلف بلدان العالم بعدما كان واحدا منهم طيلة أربع سنوات.. وما هى القواعد والمعايير التى لابد أن يلتزم بها هؤلاء الصحفيون عند التصويت والاختيار بعيدا عن أى أهواء شخصية أو حتى وطنية.
وقد درس هانى الصحافة فى الولايات المتحدة ومارسها فى أوروبا، وأصبح من الصحفيين المعتمدين لدى الفيفا والاتحادين الأوروبى والألمانى لكرة القدم.. وبعد أن كان محمد صلاح فى عام 2018 هو الاختيار الأول لهانى فى التصويت أصبح الاختيار الثالث لهانى فى العام التالى.. وكان هذا سببا كافيا لإعلان حربين فى مصر على هانى دانيال.. الحرب الأولى كانت مفهومة بحكم المشاعر والانتماء والانحياز المطلق لمحمد صلاح.
لكنه لم يكن صحيحا اتهام هانى بأنه السبب فى خسارة صلاح للجائزة لأن الفارق بينه وبين رونالدو كان أكبر من مجرد صوت لصحفى واحد.. ولم يكن صلاح وقتها هو صلاح كما يراه العالم كله الآن.. أما الحرب الثانية فكان سببها المعلن أن هانى ليس عضوا برابطة النقاد الرياضيين، وبالتالى ليس من حقه المشاركة فى اختيار اللاعب الأفضل.. ورغم أن هانى عضو بنقابة الصحفيين المصريين إلا أننى لا أرى عضوية نقابة أو رابطة شرطا لميلاد صحفى حقيقى وناجح.. وفى مصر الآن صحفيون نالوا الاحترام وتوالت نجاحاتهم وتوسعت دوائر علاقاتهم الدولية وهم ليسوا أعضاء فى نقابة أو رابطة.