كتب - محرر الاقباط متحدون
زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية السابع والسبعين بلبنان، دار طائفة الموحّدين الدروز حيث هنأ سماحة شيخ العقل المنتخب بالتذكية الشيخ سامي ابي المنى، وجاءت تصريحات الراعي خلال اللقاء :
يسعدني مع اخواني المطارنة والرئيس العام ان نقدم التهاني باسم الكنيسة المارونية لسماحتكم ولكل ابناء طائفة الاخوة الموحّدين الدروز الاحباء. تاريخ طويل يجمعنا معًا الى جانب صداقة كبيرة تجمعنا بسماحتك وقد عملنا معًا على المستوى التربوي وقدرنا عملك مع الاخوة الذين كانوا يعيشون الهم نفسه في مدارسنا وجامعاتنا.
ونؤكد من كل عرى الصداقة والتعاون من اجل لبنان الذي ضحينا جميعا في سبيله والتاريخ طويل وشاهد. كرؤساء طوائف نحن بحاجة اليوم، اكثر من اي وقت مضى الى ان نشبك ايدينا وان نتكلم بلغة مختلفة عن اللغة التي يسمعها شعبنا اليوم. لغة التخوين، لغة الخلافات والنزاعات وفي النتيجة فان لبنان يفتقر وشعبه يفتقر ويهاجر والدولة تحلل وكأنها من كرتون.
نحمل معا هذه المسؤولية لاعادة تجميع قوانا ولنسمع شعبنا كلمة رجاء وامل بالمستقبل، كما ومن اجل ايصال كلمتنا. فدورنا مخاطبة ضمائر المسؤولين. نحن لا نتعاطى في السياسة وفي تقنياتها ولبنان فصل بيد الدين والسياسة انما من واجبنا مخاطبة الضمير وقد ائتمنّا على الشأن الروحي للتذكير بالمبادىء والثوابت الوطنية.
ومن واجبنا ايضًا حماية كرامة كل شخص بشري والمحافظة عليه لاي دين او طائفة انتمى."
نتأمل ان نواصل مع سماحتك فجرًا جديدًا كنا بدأناه بعلاقة مميزة مع سماحة شيخ العقل السابق الشيخ نعيم حسن الذي اوجه له تحية خاصة وكلكم يعلم كم كانت علاقتنا طيبة به وهو كان الحاضر باستمرار في تواصل دائم معنا من اجل إطفاء النار وتهدئة الامور.
ومع سماحتك نتطلع في هذه الاجواء الوطنية الملبدة والمتدهورة الى مزيد من التعاون، واقولها ضميريا، لا يمكننا ان نتفرّج ولا ان نجلس جانبًا، وضميريا لا يمكننا ان نترك القضية بيد السياسيين. يجب ان نواصل مخاطبتهم من باب الضمير الذي هو صوت الله في اعماق الانسان.
فصوت الله هو لغة كل الناس ونحن لا مصالح خاصة لدينا، ومصالحنا المشتركة هي خير شعبنا وخير وطننا الذي يجب ان نعيده الى زمنه الجميل. فتكوين لبنان لا يجري اليوم انما عمر لبنان مئة سنة وقد حلّق بالثقافة والعلم والرقي والاقتصاد وكان مستشفى العرب وجامعتهم ومكان لقائهم بفرح وحرية وفي لبنان كانت الحياة الجميلة. اما اليوم فاننا نشعر بأننا غرباء. وأنتم أيضا كموحدين دروز، مع كل تاريخكم وتاريخنا، أصبحنا جميعا غرباء في الجبل اللبناني، فليس هذا هو الجبل. في لبنان نشعر كلنا بالغربة، أين هويتنا؟ وفي أي بلد نحن؟ وبأي عالم نعيش؟".
وختم البطريرك الراعي: "أحييكم صاحب السماحة وكل الإخوة في طائفة الموحدين الدروز، وسنكمل الطريق معا، رغم كل شيء، فالله سبحانه وتعالى يبارك الخيرين والأيادي التي تتشابك لعمل الخير، هذا ما نتوخاه من التعاون معا، رغم كل شيء. أمامنا طريق طويلة ومسؤوليات كبيرة. باسم المطارنة والرئيس العام وكل الطائفة المارونية، نتمنى لكم في طائفة الموحدين كل خير وتقدم، ولوطننا لبنان بأن يعود للعب دوره في الشرق.
فهذه الرسالة التي حملها على مدى تاريخه هي من الله، نؤمن بها ونحافظ عليها وننشرها. عشتم وعاشت طائفة الموحدين الدروز، وعاش لبنان".
من جهته، قال سماحة الشيخ أبي المنى: "صاحب الغبطة، أصحاب السيادة، إخواني جميعا أهلا وسهلا بكم في داركم دار طائفة الموحدين الدروز، وشكرا على التهنئة والمحبة والكلمة الطيبة. ما بين بكركي ودار الطائفة، وما بين الإخوة الموارنة والموحدين الدروز، وما بين المسيحيين والجبل، كل الجبل، عقد لا تنفصل عراه، عقد المحبة والأخوة والعيش المشترك، بنيناه معا وعقدنا العزم معا ونستمر معا ومع كل الطوائف في لبنان وشرائح المجتمع اللبناني.
مضيفا :" فالأمر ليس بمفهوم ثنائي بقدر ما هو العقد الإنساني والعلاقة التاريخية التي لا يمكن أن تنفصل وتنقطع".
وأضاف: "معا بنينا هذا الجبل، ومعا عقدنا المصالحة التاريخية، ومعا نستمر من أجل لبنان الرسالة، الذي يجب أن نحفظه برموش العيون وبجهدنا المشترك، وبصلواتنا وعملنا وتعاوننا مع بعضنا البعض نحمل الرسالة ونبني الوطن. فلبنان لولا الرسالة لا معنى له، فهو رسالة في العيش الواحد والتنوع والوطنية والانفتاح. ومن هنا، نحن حرصاء على هذا الدور الذي تلعبه بكركي، والذي نأمل أن نكون معا للقيام بهذا الدور مع كل رؤساء الطوائف، فنعمل معا من أجل المصلحة الوطنية الواحدة ولبنان الواحد الذي أصبح في وضع يرثى له.
كلنا مسؤولون، ونحن كرؤساء الطوائف الروحيين مسؤولون في الدرجة الأولى عن خلق جو إيجابي في الوطن، ومهمتنا كما أراها ليست سياسية حيث السياسة للسياسيين، لكن علينا تمهيد الطريق لخلق هذا الجو الإيجابي وان نلتقي دائما على الخير وتكون كلمتنا الطيبة التي تدعو إلى الخير والمحبة والوحدة، وعلى السياسيين ان يتلقفوا المبادرات، والاستفادة من الأجواء التي يجب خلقها وتعميمها على مستوى كل طائفة وعلى مستوى الوطن ككل".
وتابع شيخ العقل: "زيارتكم صاحب الغبطة مشكورة ومقدرة، ولها معنى كبير لدينا ولدى إخواننا المشايخ وأعضاء المجلس المذهبي، فهي زيارة لها مغزى ومعنى، ولعلها تكون فاتحة خير .